الفصل الرابع والثلاثين ( عواقب انتماءِها لهذا الحُب )

4.1K 291 741
                                    

نظرتهَا البريئة لِعالمهَا، الذِي جعلهَا تُحِب رُوحَها أكثَر، من كان يُخبرهَا بمَدى جمال شعرهَا، وَلوزِية عينيْهَا التِي تَجعلُه يهيم بِهَا، اِبتسامتهَا التِي تُشبِه الأحلام والرُّؤى، وضحكاتهَا التِي تُشبِه أَشيَاء لا تُرى، براءتهَا المُشابِهة لِلغيث، ومرحِها المُنافِس لِأموَاجِ بحرٍ هَادِئة، وروحهَا.. التِي كانت تُهلِكه وَتغوِيه.

هل كان حقًّا عالمَهَا اَلوردِي مَا هُو إِلا خِرقَة مُلَونَة بِألوانهَا المُبهِجة المُطِلة مِن عينيهَا، وسط الكثِير مِن الرمادِيَّة والعتمة؟ وهل كانت كلِماتهُ المعسُولة ما هِي إِلا وسِيلة لِلوصول إِلى قلبهَا الذِي أَصبَح مُهشَّم بِسببه؟

اِنتماءً لِهَذا الحُب، سبب لَهَا الألم، والوَجع، والخُذلان.
اِنتماءً لِهَذا الحُب، جَعلُها تَستنزِف طاقتَهَا معه.
اِنتماءً لِهَذا الحُب، تحَاملت الكثِير فَوق مقْدِرتهَا لِكي لا تخسَر ذَلِك الحُب.

اِنتماءِنَا لِلحُب، ما هو إِلا وسِيلة تعذِيب بطِيئة تَستنْزِف طاقتَنَا المُخزَّنة لِلمواجهة على مَدَار سَنَوات حَياتِنا.

_______________________

ولجت شادية إلى الغرفة وهي تمسك بيدها ذلك الكوب الساخن، لتعتدل وئام على الفراش وهي تنظر إلى ذلك الكوب بعدما قامت بأخذه من يد شادية قائلة بنبرة مُتعبة:

-" أنا شربته كتير".

ربتت شادية على كتفها بعدما جلست أمامها لتتحدث قائلة بنبرة حنونة:

-" معلش يا وئام يلا أشربيه علشان ينضف بطنك".

تحدثت وئام وهي تنظر لها قائلة بنبرة محشرجة:

-" بس طعمه مُر، وأنا بطني بتوجعني".

ابتسمت شادية لتتحدث قائلة بنبرة مرحة:

-" مش جنزبيل؟ وبعدين الحمدلله أديكي فوقتي أهو بسببه وبسبب المحاليل إللي رشاد بيديهالك دي".

ارتشفت منه وئام القليل، لتبتلع ما بفمها، حتى عادت بنظرها إلى شادية، لتقطع ذلك الصمت الذي دام لأيام قائلة بنبرتها الهادئة:

-" هو أنا مش هينفع أبقى حامل تاني".

نظرت لها شادية بتعجُب، لتلوح برأسها وهي تُجيب بغرابة ظهرت عليها:

-" مين قال؟ لا ينفع طبعاً".

نكست وئام رأسها، لترفعها مرة أخرى تنظر إلى شادية وهي تقول بنبرة محشرجة بعدما لمعت الدموع بأعينها:

-" طيب ليه البيبي مات، هو مكنش بيحبني؟ ومكنش عايزني أبقى مامته؟".

دُهشت شادية من حديثها، لتقترب منها قليلاً تقول بنبرة مُتلهفة:

عُمارة آل نجم.Where stories live. Discover now