اقتباس

2.9K 71 7
                                    

.

#اقتباس

ليلةٌ ليست كأيّ ليلةٍ، يعصفُ البرق ويرْعد الرعد، ليلةٌ شتويةٌ باردة، أمطارٌ غزيرةٌ قارسة البرودة كـ سيولٍ تُغرق الآفاق والطُرق، الظلامُ حالكٌ والمكانُ نائي، لا تلمَح خيالًا أو تسمع صوتًا.. الصوت الوحيد هو صوتُ هطول الأمطارِ، الرعد الذي ينشبُ من حينٍ لحين، غير ذلك فـ ستسمع سكونَ الليلِ وأصواتِ صراصير الحقلِ.
تَعطلّت سيارتُه بسبب سوء الأحوالِ الجويّة، ترجّل منها يضع قلُنسوة سترته الشتوية أعلىٰ رأسه لكي يرى ما هو العُطل!، نظر يمينًا ويسارًا لعلّ أحدًا يمرّ لكي يُساعدَه في هذا العُطل الذي حدث، فلقد انتهى شحن هاتفه ولا يقدر على أن يُكلم أحدًا من عائلتِه، فتح صندوق السيارة الأماميّ ولكن أغلقه ثانيَةً فـ المطر يشتدُ هطوله أعلاه، كاد أن يتحرك ليُجربها مرةً ثانية ولكن قد لمَح خَيالًا أسودًا، تهللت أساريرُ قلبِه بسعادةٍ داخليةٍ رغم انقباضِه ورهبته من ذلك الخيال الذي مرّ كلمحِ البصر أمامه، شعر أن رؤيته لذلك كان من وحي خياله لشدة احتياجه لشخصٍ في الحال يساعده، نظرَ للسيارة مرةٍ أخرىٰ ولكن شعر بذلك الخيال من جديد خلفه ليلتفِت سريعًا برعبٍ ولكن قد تلقىٰ ضربةً بمطرقةٍ أعلى رأسه أوقعته أرضًا يتأوه عاليًا، حاول رفع عيناهُ لذلك الشخص ولكن قدْ تلقىٰ ضربةً أخرىٰ بذاتِ الآلة أفقدتهُ الوعي نهائيًّا.

استيْقظ فزعًا ينظر حوله يشعر بألمٍ شديد يداهم رأسه والدماء تسيل منها، رفع عيناه يزدرد لُعابه برعبٍ بالغ، وقد حاول إخراج صوتَه بصعوبةٍ من كثرةِ رهبته:
"أنتَ… أنتَ مين؟!"

لم يُبدي ذلك الواقف أي ردةِ فعلٍ سِوى أنه يتلاعب بالمطرقة في يدِه اليُمنى ويساره يضعها في چيبه، تشعر أنك لا تراه من شدة الظلامِ وردائه الذي يشابه الظلامَ في اللونِ، حاول الملقيّ أرضًا أن يتراجع للخلفِ وهو يحاول تهديد ذلك الواقِف رغم ارتجاف نبرتُه:

"متفكرش أن حد هيسكت أنتَ متعرفش أنا مين، أنا…"

"عَبدالله عُثمان الدالي"

قالها ذلك الواقف بنبرةٍ قد أضحَت باقترابُه لفعلِ شيءٍ، وقبل أن يفعل ذلك المدعو "عبدالله" شيئًا، كان يهبط ذلك الشخص أعلى رأسه بالمطرقة بكل عنفٍ ونظراتٍ تملؤها الجنونُ والمرضُ، وظلّ "عبدالله" يصرخ حتى اختفت صرخاتُه بفقدانه لوعيْه ثم فقدانه للحياةِ تمامًا وقد انفجرت دماءُ رأسه من قوةِ ضربِ المطرقة، ولم يصمُت حتى بعد انتهاء صرخاته بل أكملَ ضربًا حتى انتثر بضعًا من الدماء على وجهه، اعتدَل ذلك الشخصُ يتلاعب بالمطرقة من جديد، ونطقَ بنبرةٍ لا تقدِر على تحديد هل هي طبيعيةٌ أم اجتمع چنونُ العالمِ بها:

"لم يَكُن الأمر ممتعًا بقدرٍ كافي"

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

#عائلَات_من_نوعٍ_آخر
#أروى_سُليمان
#قريبًـا

عائِلات من نوعٍ آخرWhere stories live. Discover now