عائِلات من نوعٍ آخر

اقتباس③

.

ظلامٌ حالِك، ضوءُ القمر ساطعٌ على ذلك المنزل الكبير، منزل لعائلةٍ معروفةٍ، يهابُه الصغير والكبير، سحبوه بقوةٍ رغمَ مقاومته وصراخه المستمر، صراخ طفلٍ لم يُكمِل عامُه الرابع عشر، دفعهُ بقوةٍ نحو تلك الغرفة المُظلمة التي لا يطولها الضوء من أي فتحةٍ أو نافذةٍ، صرخاته مزقّت نياطِ قلبِ والدته التي تتوسل لوالده أن يُبعدوه عنهم، ولكن لا حياة لمن تُنادي، بكىٰ رعبًا وهو يرىٰ جده يفك حزامهُ ثم خلعه وهبط أعلى جسده، كان يصرخ بشدةٍ ووالدته تبكي بنحيبٍ تتوسل لوالده أن يوقفه.

"أبوس إيدك يا مرزوق، أبوس رجلك خليه يسيب الواد، الواد هيموت في إيده، ده ابنك برضه"

قالتها بتوسلٍ ورجاءٍ، ليأتيها ردّ مرزوق على هيئة صفعةٍ هوت على وجنتها جعلتها تصرخ قهرًا وألمًا، وسحبها من خصلاتها خلفُه تاركًا والده وأخوته يُعذبون ابنه ولم يحركه تلك الصخرة التي تسكن بين أضلعه، كان يبكي بشدةٍ ألمًا من كثرة الضربِ، يحاول أن يصل لوالدته ولكن كيف وهو محاوطًا بهؤلاء الوحوشِ، أنهى جده ضربه بالحزام، ثم أردف بقسوةٍ وكأنّ صخرةٌ متبلدة هي من تتكلم:
"اقفل عليه الباب يا مدحت، مفيش أكل ومفيش شُرب خالص لغاية الصبح"

وغادر هو وابنه الأصغر، وفعل مِدحت ما طُلب منه غير آبهًا بصرخات الصغير الذي كان يبكي في الأرض لا يقدر على التحرك، أنفاسه تقلّ ورهبته تزداد من ذلك المكانِ المُظلم….

ـــــــــــــــــــــــــ

الاقتباس هدية بمناسبة نجاحي 💙

انتظروا..
فقد بات موعد اللقاء وبدأ الرحلة قريب ♡.

دُمتم سالمين

#عائِلات_من_نوعٍ_آخر
#أروىٰ_سليمان
#قريبًـا