اقتباس②

506 31 11
                                    

.

"هو أنا في مصر ولا بقيت في حواري مدريد وبرشلونة؟"

قالها ينظر حولَهُ بتعجبٍ من تلك اللغة التي تتحدث بها السيدة، ليقول بضيقٍ وعدم اهتمامٍ بذات اللغة التي تحدّثت بها السيدة:
"أريد قهوة سكر مظبوط، وسريعة لأنني أريد الرحيل"

قفزت القطة فور رؤيتها لصديقتها، لتحملها الفتاة تُمسد عليها بحنوٍ شديد، ثم ابتسمت تقول:
"اذهبي أنتِ ماريا، سأتعامل أنا!"

أومأت لها ماريا وقفزت القطة من بين يدِ الفتاة، وهتفت تسأله بابتسامةٍ:
"تطلب إيه يا فندم؟"

"ما المحل مصري أهو ولا هو لبخة وخلاص"

قالها بسخريةٍ لاذعة ثم نطقَ بحنقٍ:
"عايز قهوة مظبوط وبسرعة عشان مستعجل"

أشارت له الفتاة ليجلس قائلةً بابتسامةٍ لطيفة:
"اتفضل والقهوة هتجهز بسرعة!"

توجه ليجلس على المقعد لتتوجه نحوه الفتاة من جديد تقول بابتسامةٍ لطيفة:
"علفكرة عندنا أنواع كتير من الـ donuts، زي مثـ…"

قاطعها يهتف بحدةٍ ووقاحةٍ خرجت رغمًا عنه من كثرة ضيقُه وغضبه:
"وأنا مــال أمــي عندكم إيه؟؟؟ أنا قولت عايز قهوة مظبوط وبسرعة عشان مستعجل!"

لم تذهب الابتسامة عن ثغرها ونطقت بنفس نبرتها اللطيفة:
"تمام يا فندم!"

وغادرت من أمامه، ليظلّ هو وأخرج هاتفَهُ ليشعر بأعينٍ تتسلط عليه رفع عيناه ليجد القطة تُطالعه بنظراتٍ غير راضيةٍ، لم يبالي بل نظرَ حولَه ليجد الناس بدأت بالدخول ويقفون أمام صندوق زجاجي كبير موضوع فيه الكثير الكعكِ ذو فتحةٍ بأنواعه ونكهاته المختلفة، والجميع يبتاعونَه بشغفٍ واستمتاعٍ ويتناولوه بتلذذٍ شديد، جاءه فُضولٍ حول تجربته، لتخرج الفتاة بيدها القهوة وقامت بوضعها أمامه تقول:
"اتفضل!"

فرك خصلاته بحرجٍ، ثم نطقَ:
"هو أنا كنت عايز أجرب الفطير المخروم ده!" 

استنكرت قوله أو ما وصل لمسامعها، لتظهر تعابير الغضب التي لا تليق بوجهها هاتفةً:
"أنا ساكتة لك من الصبح، عمال تقل أدبك على سكر قطتي وسكت، وتقل أدبك عليا وسكت وكمان بتقل أدبك على الدوناتس بتاعي؟؟"

نهض من مقعده بغضبٍ وكان يفوقها طولًا بعض الشيء هادرًا:
"اهدي علينا يا قطة ليطقلك عِرق، عشان لو اديتك كف سواء أنتِ ولا قطتك هتطبوا مكانكم ساكتين، فاهدي كدا على نفسك"

"احترم نفسك بدل ما أطلبلك البوليس ده مكان محترم!"

قالتها الفتاة بحدةٍ، ليجلس من جديد يلتقط كوب القهوة يرتشف منه بتلذذٍ وقام بوضعه خارج الطبق قائلًا:
"اطلبيه أنا قاعد لك أهو!"

ضغطت على يدها بغضبٍ شديد وما جعلها تثار أيضًا ذلك الكوب الذي تم وضعه خارج الطبق، جعلها تزدرد ريقها ثم وضعته داخل الطبق تقول بضيقٍ:
"ياريت حضرتك تحترم المكان اللي أنت فيه؟"

وغادرت من أمامه ليطالع أثرها بغرابةٍ كبيرة وغموضٍ، يشعر بأُلفَتها له ويشعر أن هناك شيءٌ خاطئ ولكن تجاهله يهتف بخبثٍ بالغ بنبرةٍ لا تدل على الخير أبدًا:

"لا، بس قطة حلوة"

ــــــــــــــــــــــ

اقتربَ موعد اللقاء يا أحباب ♡
دُمتم سالمين

#عائلات_من_نوعٍ_آخر
#أروىٰ_سُليمان
#قريبًـا

عائِلات من نوعٍ آخرDonde viven las historias. Descúbrelo ahora