عائِلات من نوعٍ آخر

3 - سآتي معكم

.

متنسوش الڤوت
أتمنى لكم قراءة ممتعة ♡
ــــ

3 - سآتي معكم

ـــ

اندفاعك بسبب شيءٍ ما،
قد يكون جيدًا لك بنسبةٍ ما، ولكن سيء لكَ بالنسبة الأكبر.. سيءٌ لدرجةِ أن تُعاقب عقابٍ أليمٍ بسببه.

ــــــــ

"ولا عايزين نعرف أشكالكم، وشيلي إيدك عنها بدل وعهد الله أقطعهالك"

جملةٍ صدرت من شخصٍ لم يتواجد بتلك الجلسة بل جاء على ذلك الذي أشعل غريزته ورفع الأدرينالين وارتفع صوتهُ، التفّ الجميع لمصدر الصوت الذي لم يكن سوى عبيدة، الذي استرسل بنفس الغضب وهو يتوجه نحو المقعد التي تجلس أعلاه والدته ووقف سدًّا منيعًا يصعب الوصول إليها، يدافع عنها بقدر ما أوتيَ حتى لو حسابه عسيرًا من جده ووالده.

"أمي خطّ أحمر إيدك متتمدش عليها بدل ما أقطعها، وأقسم بالله اللي هيقولها كلمة ولا هيقربلها لهخليه يندم ويعرف بقى مين هو أنا؛ لو كان ده الأسلوب اللي بينفع معاكم"

صاحت صباح بغضبٍ بالغ هي الأخرىٰ وتعلم أنه لن يقدر على الوقوف أمامهم لخوفه من جده هادرةً:
"وطي صوتك يالا وأنت بتتكلم معانا!! والله وطلعلك صوت أنت كمان وعامل فيها راجل وأنت عيّل جبان طول عمرك وخواف"

حاول بقدر المستطاع أن يتحكم في أعصابه فلن يضرب سيدة مهما حدث، لا يهم عمته ولكن لن يضرب سيّدة ولن يتطاول عليها فليس ذلك من أخلاقه، ليهدُر بغضبٍ شديد:
"أنا محترم نفسي يا عمتي عشان أنتِ واحدة ست وكبيرة مش همد إيدي عليكِ بس اللي يجي على أمي آجي عليه هو واللي خلفوه"

كانت راوية تبكي بشدةٍ ليستدر عُبيدة لها وهو يعاونها بهدوءٍ على النهوض لكي يصعدان نحو الأعلىٰ، يعاملها بكل حنوٍ وهدوءٍ وكأنه لم يغضب من الأساس عليهم، ليصل لمسامعه صوت زوجة عمه الأكبر:
"متفكرش أننا هنسكت يا عبيدة، جدك وعمامك وأبوك هيخلوك تعرف تتكلم كويس معانا إزاي!! وابقى خلي صوتك العالي ينفعك يا ابن راوية"

ضغطَ بخفةٍ على يد والدته يحاول التحكم في غضبهُ الشديد وغريزته في ضربها ونسي مبادئه ودينه، ولكن وصله ضغطة حانية من والدته ونظراتها الآمنة له تحثّه على الصعود رغم العبرات التي تملأ حدقتيها، ليبتسم لها ابتسامةٍ لم تصل لعينيه يكملان الصعود نحوَ الأعلى حيثُ غرفتها، يعلم أن ردة الفعل ستكون كبيرة عليه ولكن تلك والدته التي يُفديها بروحه مهما حدث.

وصلوا لغرفتها وأدخلها تجلس الفراش وجلس بجانبها ممسكًا يدها يُقبلها بحنوٍ بعينان مغرورقتان بالدمع:
"أنا آسف، والله آسف أني مش عارف آخدك من هنا بس أنتِ عارفة إنك أغلى حاجة عندي يا أمي"