16 - كمم فمّها

295 28 6
                                    

.

متنسوش الڤوت
أتمنى لكم قراءة ممتعة ♡

16 - كمم فمّها

ــ

في يومٍ جديد تسللَت فيه الشمسُ للمدينةَ بأكملِها رغمَ برودة الأجواءِ وسيرِ الغيومِ لكي تتزاحم وتُمطِر لاحقًا.

في المستشفى.

كانَ يسير في الممر بجانبهُ سُهىٰ التي تُملِي عليهِ جدول اليومِ، فـ فقَط قد أوصَل والدتهُ لمنزلهُ بعدما وضعَ كلابهُ في مكانٍ ما بالنادِي، توقّفَ عن السيرِ بعد أن استمَع لـ صوتِ التلفاز عن أخبار اليومِ، نطقَت سُهىٰ مشيرة له على التلفاز:
"واحدة اتقتلت.. تقريبًا نفس السفاح اللي ماشي يقتّل في الناس"

لم يستَمع لها بل علّق بأنظارهُ علىٰ الشاشة يستمع للمذيعة تَهتِف بجديةٍ تامّة وقد تيَقّن أن الفاعِل زوجتهُ بعدَ أن رأى صورة زِينة، ناطقةً:
"اليوم قد حدَثت جريمة قريبة من المنطقة الصحراويّة.. منطقة يتعمّد القاتل أن يختطف بها ضحاياهُ لكي لا يراه أحدًا وهو يلبّي تلك الجريمة الشنيعة.. قُتلت شابّة اليوم تُدعىٰ زينة شفيق، فتاة في مقتبل عمرها قد لقت حتفها على يدِ ذلك القاتل بنفسِ الطرق السابقة.. ولا أعرِف لماذا لا تتحرك الشرطة والقاتل ما زال طليقًا.. وهل تلك أهدافًا أم صدفة!"

نقَل بصرهُ نحوَ سهىٰ وقبل أن تثرثر كعادتها نطق هو:
"أول عملية إمتى؟"

"الساعة واحدة، والنهاردة مفيش حالات كشف برضه.. يعني أنت فاضي من دلوقتي لغاية الساعة واحدة و.."

نزَع المعطَف ناطقًا بحنقٍ:
"كفاية.. كان سؤال واحدة من تلت كلمات.. عملتي خمستلاف رد ليه؟؟؟"

ثمّ سارَ لكي يغادِر قائلًا قبل مغادرتهُ:
"لو حد سأل عليا قوليلهم في مشوار وهيجي على معاد العملية"

وركَض بعدها نحوَ مكتبهُ يلتقِط أشياءهُ ومعطفهُ وغادَر مسرعًا، أمّا على الناحيةِ الأخرىٰ.. كانَت وحدها داخل متجرها فاليوم إجازة للجميع ولكن هيَ متواجدَة تبدأ في تنسيق زرعاتهَا ومتجرَها ليكون في أفضَلِ منظَرٍ، تتعمّد تجاهُل ضجيج رأسَها فهي هُنا تشعُر بالهدوءِ والسكونِ بعضَ الشيءِ، تُجاوِرها قطتهَا التي تلعَب حولَها، لتطالِع يدها باشمئزازٍ مجددًا، فدخلت نحو المرحاضِ تغسلها بعنايةٍ ثم عاودَت للعملِ، تلكَ هي المرّة العاشِرة ولم يمضِي سوىٰ عشر دقائق فقط، ولكن تشعُر أن يديها ما زال بها بقايا دماء جراء ما فعلتهُ شخصيتها الأخرىٰ، والأوهام تتزايد حولها، تشعُر أنها ستتغلّب عليها كُلِيًّا من قوتها وهي ضعيفَة خائفَة، قاطَع شرودها دخول شخصٍ فلم تستدِر قبل قولها:

"النهاردة أجازة"

"طالما أجازة بتعملي إيه لوحدك هنا؟"

عائِلات من نوعٍ آخرWhere stories live. Discover now