18 - خسرت دُنياها وأخراها

249 30 37
                                    

.

متنسوش الڤوت
وأتمنى لكم قراءة ممتعة ♡

18 - خسرت دُنياها وأخراها

ــ

مـرّ الليل كأي ليلٍ واستقبَل الجميع يومًا جديدًا مليئًا بالصعاب، لم تكن كأي صعابٍ على البعض.. فكانت بمثابةِ مأساةٍ.

كَانت بغرفتها حبيسَة مثلمَا أمرها جدّها والجميع، تبكي دونَ توقف منذ أن حدث لها ذلِك الشيء، أصبحت تكره جسدها، وذاتها، تكره كل شيءٍ، قد تلوّثت بكثرةٍ بسبب فعلٍ شنيع قامت بفعلهِ، لم يُرشدها أحدًا أن ذلك غيرَ صحيحٍ، لم يكن بجانبها أحدًا، لم تتلقّى الاهتمام فظلّت تبحث عنه فوجدته بـ أيمَن الذي استغلّ رغبتها في الحنانِ والأمان وأفقدها أعز ما تملُك دونَ شفقةٍ، الأمرُ الآن أنها كانت مغفّلة ساذِجة، أحبته بصدقٍ فصفعهَا ودفعها بعيدًا عنه، صدقته من نابعِ قلبها ولكن لم يدُم..

فَـ لن تدُم علاقةٍ مُحـرّمة شرعًا، ولكلّ فعلٍ ردّ فعل.. جراء أفعالهَا القاسية رُدّت لها بأقسىٰ، ولكن كان الرد أقسى مما تظنّ، شعَرت برغبةٍ عارمة بالانتقامِ تنافسها رغبة عارمة في الموت الأبديّ الذي سيرحمها من عذابهم، ولكِن لن تموت قبل أن تذيقه من نفس الكأس ولو لم يكن نفس مرارتهُ، التقطَت هاتفها تحاول الوصول له ولكن مغلَق منذ فعلته، رمت الهاتف أمامها بحدةٍ وهي تبكي أكثَر واضعة وجهها بين كفيّها، استمعت لطرق الباب ولكن لم تردّ، لتدخُل شقيقتها التي هتفت:

"أنتِ كويسة!"

رفعت حبيبة عيناها الحمراوينِ ونطقت بقسوةٍ:
"اطلعي برة.. اطلعي برة ومتجيش هنا تاني"

طالعتها تسنيم بسخريةٍ وهتفت:
"أنا غلطانة إني عبّرت أشكالك.. زي ما أنتِ زبالة وهتفضلي كدا لغاية ما تموتي"

وأغلقت الباب لتلتقِط حبيبة شيئًا زجاجيًّا جوارها وقذفته بكل قوتها وهي تصرُخ، تنفست لاهثة ترى الزجاج المتناثِر بكثرةٍ أمامها، تفكّر هل تقتل نفسها أم تنتظِر لكي لا تفشل في فعلتها!، ارتمت على الفراش تبكي من جديد وهي تفرُك خصلاتها بقوةٍ وكذلِك جسدها لشعورها بالاشمئزازِ والقرفِ الشديد..

على الناحيةِ الأخرىٰ،
بغرفةِ رضوىٰ.. حملت حقيبتها سريعًا وما زالت عيناها تتعلّق بدفترها بسبب امتحانها المفاجئ الذي دبره دكتور الجامعة، ركضَت سريعًا للأسفل لكي لا تتأخّر وما زالت تراجع بعض النقاط المهمّة، ولكن أوقفتها والدتها التي طالعتها بسخريةٍ لاذعة:
"ومتصربَعة على إيه!! هتسقطي برضه في الآخر ما أنتِ كدا كدا فاشلة وملكيش لازمة.. وشكلِك وحش، علفكرة يومين وهيطلقك ويرميكِ وهتقولي ماما قالت"

قبلَ أن تهم رضوىٰ بالردّ على ذلك التجريح والإهانات التي آلمت قلبها مجددًا، شعَرت بمن يحاوط كتفهَا وأجابَ عنهَا:
"قولتيلي يا مرات عمي أنتِ خريجة إيه؟ طب بلاش دي!! ملكة جمال سنة كام عشان أبقى على الخطّ! نسبنا من دول بقى.. هو مش قولت مرة دي my wife، بالعربي حرم حُذيفة الوافِي، نعيد تاني مين حُذيفة الوافي ونسيب أشغالنا!!"

عائِلات من نوعٍ آخرWhere stories live. Discover now