الفصل الثّالث

2.1K 98 13
                                    

- سراج الدين، سراج الدين؟

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

- سراج الدين، سراج الدين؟

- هل أنت بخير أبي؟ ماذا هناك؟ أنت بخير؟ -إنّها الثّالثة صباحا، لا تلوموني على قلقي-

- أنا بخير ابني، أريد أن أستحم وأصلّي الفجر، أشعر بالقذارة في جسدي وأمّك نائمة ولم أشأ إيقاظها..تعال وحمّمني أنت، تدين لي بذلك، فعلى الأقل أنا لن أقضي حاجتي عليك كما كنت تفعل أنت في صغرك.

سُررت بتحميمه، ربّما لأنّه أسرّني الشّعور بتحسّن صحته وحيويته، أو ربّما لأنّني أشتاق لمثل هذه اللحظات،أن يحتاجني شخص أو أكون ذا فائدة لأحد؛ استحممت أنا أيضا واتجهنا إلى المسجد للصّلاة معا؛ على السّاعة السّابعة توكّلت على الله لعِلمي أنَّ معظم صالات الرّياضة وبناء الأجسام تُفتح في ذلك الوقت؛ وضعتُ مخطّطا لكلّ صالة رياضية في المدينة من الأقرب إلى الأبعد لأزورها واحدة بواحدة لكي لا تختلط عليّ الأمور وأزور البعيدة ثمّ القريبة ثمّ البعيدة مجدّدا. لم أكن يوما بهذا الذّكاء ولكن آثار حروق شمس البارحة على جلدي علّمتني الكثير. ماذا يمكنني أن أقول، أنا أتعلّم بالطّريقة الصّعبة..دوما.

أخرجت صينيّة الفطور لعمّي عبد الغني وقبل أن أجده بادرني هو بالتّحية من خلفي كأنّه هو من كان يحاول أن يجدني.

"بني سراج الدين، لديَّ خبر سعيد" أخرج الكلمات من فمه كطفل يقفز من السّعادة.

وضعت الصّينية على الأرض لأترك له المجال ليحتضنني، ولكنّه عصرني بدل ذلك، لم أستطع حتّى السّعال، كلّ ما كان يخرج منّي هو أصوات حنجرتي وهي تحاول أن تتنفس، وعندما تركني قال:

- لقد وجدت عملا

- هذا رائع عمّي والآن اجلس للفطور وأخبرني كلّ شيء

- جلس -

- البارحة سألت نفسي لم أنا لست مثلك؟ فأنا متفرّغ كلّ يوم ولا أبحث عن أيّ عمل؛ كنت أتجوّل ليلا وأفكر في الأمر فسمعت قيّم المسجد يناديني، ثمّ أخبرني أنّه سيرحل لمدّة ثلاثة أشهر ويريدني أن آخذ مكانه حتّى يعود. أليس هذا رائعا؟

- طبعا عمّي عبد الغني ولكن تكلّم مع الإمام أوّلا وأخبره بما أخبرك به القيم.

- لماذا؟

كل شيء بقدرWhere stories live. Discover now