الفصل الخامس

1.5K 94 11
                                    

طبعا أحببتُ من قبل، أحببت والداي أكثر ممّا ينبغي، أو أقل بكثير نظرا لمعنى كلمة "والدين"، لكنّني لم أعتقد يوما أنّني سأحب غريبا لدرجة أنّني سأتخلّى عمّا أحبّ لأجله

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

طبعا أحببتُ من قبل، أحببت والداي أكثر ممّا ينبغي، أو أقل بكثير نظرا لمعنى كلمة "والدين"، لكنّني لم أعتقد يوما أنّني سأحب غريبا لدرجة أنّني سأتخلّى عمّا أحبّ لأجله..بل سأضحي به نظرا لما تعنيه لي الكتب. أحبّ قدر جدًّا لدرجة أنّني سأستعمل ما جمعتهُ من أجري اليومي لأشتري لها ما يجعلني أتقرّب إليها عوضا عن شراء أيّة كتب جديدة.

- ماذا الّذي تفعله يا سراج الدّين؟ -سألني عبد الله-

- لقد لاحظت فجوة في الحائط وأنا متأكّد أنَّ فأرا بادلني التّحيّة منها، لذا أنا أغلقها، نحن لا نؤجّر غرفا بالمجّان، صحيح؟

ضحك عمّي وقال:

- يا بني، أنت تحرجني؛ نحن لا ندفع لك ما يكفي وأنت تقوم بالكثير.

- لا عمّي، لا إحراج في ذلك؛ لديّ الوقت، كما أنّني أحبّ ذلك نوعا ما.

- لا أعرف كيف سأكافئك يا ابني

- لا داعي، لكن يمكنك أن تسدي لي معروفا

- طبعا، أذكر ما تريد

- قدر..

- ما بها؟

- أريد أن أعرف ماذا تحب، حلويّاتها المفضلة أو ألعاب؟

- القرآن، لكنّني أظن أنّك تعرف هذا بالفعل

- نعم، هذا ما يقربني لها بالليل، ولكن بالنّهار، لا تزال تتعامل معي كغريب

ابتسمَ وقال

- نعم، إنها تقول أنّك أحمق

- أعجبتني كلمة غريب، لكن..أحمق؟

- هي لا تهين أحدا، لذا أنا متأكد أنّك تعجبها كثيرا، لهذا تدعوك هكذا، لكي نعتقد نحن العكس

- هذا مطمئن؛ أريد أن أتقرّب منها أكثر، ماذا تحب؟ ماذا يعجبها؟

- سراج الدّين، هي ليست طفلة عاديّة. في صغرها لم تتعبنا ولم توقظنا ليلا ولم تبكي حتّى، وعندما كبرت لم تطلب شيئا ولم تقل يوما أن شيئا أو أكلا ما يُعجبها؛ نحضر لها الألعاب فتلعب بها، لكن ليس لحدّ الإعجاب، فعندما تسمع القرآن أو يحين موعد الصّلاة أو عندما يكون بجنبها أحد يصلّي، تترك اللعب. حتى الحلويات، تأكل ممّا أحضره لأمّها ولا تطلب منها شيئا، تلك الفتاة رِزق من الله، نعمة حصلنا عليها بعد صبر من بلاء عظيم.

كل شيء بقدرWhere stories live. Discover now