" إذهبي و نادي الماما ، لو سمحت يا حلوة"

5.7K 69 6
                                    

في صباح خريفي هادئ إستيقظ أمير على صوت منبهه الذي يعلن أن الساعة الخامسة بلغت مشارفها ...
كان شعره المثير مبعثر على وجهه الخالي من أية مشاعر ...
إتجه إلى مطبخ قصره ليحضر قهوته المعتادة ...
ثم إرتدى ملابسه الرياضية و خرج ليقوم ببعض التمارين ...
كي يعود بعد ساعة من الزمان وقطرات العرق تتصبب منه لتزيده إثارة ...
فصعد إلى غرفته تحت نظرات الإعجاب الشديدة من خادماته ...
وأخذ حماما بالماء البارد ...
ثم إرتدى طقمه الذي زينه وأضاف له وهرة ورجولة طاغية وبعدها فورا إتجه الى الشركة...

في مكان اخر بعد أن أطفأت ملاك الهاتف وكسرت المنبه الذي أزعجها ... نامت لمدة نصف ساعة كي تتذكر لاحقا أن لديها إجتماع بالغ الأهمية يجب عليها أن تحضره كونها هي سيدة شركتها أولا ، وثانيا كون التصميم الذي يعد سبب لقيام الإجتماع من الأصل برفقتها ، أكيد سيكون كذلك فهي من سهرت للرابعة صباحا كي تنهيه بشكل مثالي أحبَته للغاية لأن عملها شيء مقدس عندها... إستيقظت أخيرا بعد أن تصفحت الهاتف قليلا ... كانت ملامحها تدل على البرود واللامبالاة رغم تأخرها عن الإجتماع الذي سيحضره وحش الأعمال كما سمعت لكنها لا تبالي أبدا ... فأهم شيء عندها هو أن تأخذ وقتها في كل شيء ... قامت بتناول فطورها بكل هدوء ثم مارست تمارين اليوغا الصباحية المعتادة عليها ... أخذت حمام دافئ وبعدها إرتدت ملابسها الرسمية الأنيقة التي إختارتها بكل عناية ...تركت شعرها الكستنائي الرطب يتدلى على طول ظهرها... أخذت ما تحتاج وإنطلقت بسيارتها للشركة

بمجرد وصولها للمكان المخصص لركن سيارتها وجدت أنه ليس شاغر ...
من الذي يتجرأ على أخذ مكانها هذا ما كان يجول في عقلها ...
أخذت تهدئ نفسها لأنها فعلا أصبحت غاضبة كاللعنة فلا يحق لأحد لمس أشيائها الخاصة و لو كان مجرد مكان لركن السيارة فهي متملكة...

نادت على المسؤوول عن هذا المكان في شركتها ، وأخذت تسألهُ بهدوء مخيف عن السخيف الذي تجرأ على فعل ذلك وسط توتره الشديد لأنه يعرف جيدا طبيعتها عندما تغضب ... أجابها بتعثلم أن الفاعل هو شريكها المستقبلي في هذه الصفقة...

" مستقبلي لأنه لم يتم التوقيع على الصفقة بعد "

إنزعجت كثيرا من تصرفه التافه، لكنها لن تدع الأمر يمر ببساطة...

في أعلى الشركة هو جالس بملامح حادة تدل على غضبه العارم الذي اجتاحه بسبب تأخر الشريكة الجديدة عن هذه الصفقة المهمة فكان يتردد في عقله كيف تتجرأ العجوز الشمطاء على جعله ينتظر وهو من يقف الجميع أمام أرجله للحصول فقط على موعد معه ليلقى نظرة على أعمالهم ولعل وعسى يقوم بشراكة معهم ...

لا تستغربوا كان يظن أن ملكة المكان عجوز بسبب سماعه عن نجاحها ، أكيد لن يفكر بأن أنثى عشرينية فرضت إسمها في هذا الميدان بسرعة فائقة كما فعلت بطلتنا ...

قطع تفكيره صوت باب غرفة الإجتماعات الذي يعلن للجميع وصول سيدة الشركة المنتظرة...

كان يجلس وهو معطي ظهره لها قبل أن يستدير سمعها تقول بصوت يمتلئ بأنوثة فطرية طاغية: "مرحبا بكم في شركتي المتواضعة أتمنى أن تكونوا حضيتم بحسن ترحيب" ...

حسنا هو لا يعرف شعوره الان ، كان عليه أن يغضب لأنها لم تعتذر وتصرفت بشكل عادي وكأنها لم تأخذ من وقته 30 دقيقة بسبب تأخرها ...

لكن صوتها جعله يشعر بشيء غريب سرعان ما تجاهله ...

وإستدار لها بوجه كان منزعجا لحد اللعنة قبل أن يرى الملاك المثير الواقف أمامه ...

هو لا يدري أن إسمها كذلك بالفعل، شكلها الجذاب و الأنيق و الطفولي بالنسبة له جعله يردد ذلك في عقله ...

تجاهلَ تسارُع دقات قلبه ، وقطع التواصل البصري بينهما عندما قال :" أظنك أخطأتي يا صغيرة في العنوان هنا لدينا إجتماع ، لذلك إذهبي ونادي الماما لو سمحت يا حلوة "...

وإبتسم بإستفزاز ...

المَلَاكُ العَنِيد وَ الأَمِيرُ المُتَمَلّك ♡Where stories live. Discover now