كيڤن ديڤارو .

46.4K 2.4K 1.1K
                                    



الان يمكنني معرفة انه لربما فقدت عقلي ... حسنا لربما لم أفقده كليا ، أقصد الدراسات اثبتت ان الدماغ مقسم الي نصفين ، النصف الأيسر للجانب المنطقي. و النصف الأيمن للجانب الإبداعي ... ما أعنيه أنني لربما اضعت نصفي الأيسر المسؤول عن المنطق و التفكير بعقلانية .

من يدري ، ففي حالتي هذه .. كل الفرضيات واردة !!

لا أعلم حقا .. هل ما أفعله صحيح أم خاطئ .. بل هل في الأصل مفيد ام هو مجرد حركة تافهة ليس لها اي فائدة تذكر !!!! بحق الإله . امم-- و لكنني بالفعل قد عقدت العزم .. ، و أقسمت قسما لنفسي أنني سأواجه ذلك المخنث وجها لوجه .

أعني من يراني الان كيف أمشي ، بعنقي المرفوع الممدود و ذقني الذي لا ينخفض و أنفي الذي لامس السماء كالعمارة الشاهقة و مشيتي التي تشبه مشية جندي اثناء ذاهبه للحرب ,سيظنني لبؤة شرسة قد تقطع كل من يعترض طريقها .

و لكن الحقيقة الصادمة ... الحقيقة هي أني عكس ما تعنيه كلمة ثقة بل نقيضها تماما .. فداخليا كنت ارتعد ليس خوفا ، بل رعبا .. رعب لأنني سأواجه شخصا كنت أصلي سابقا ان لا ينتبه لي و لو حتي يعيرني نظرة .

هل يعقل ان يكون هناك شخص مظهره يوحي بأن ثقته بنفسه عمياء كأسد يسير وسط جمع ضباع ولكنه داخليا كون مدينة تحتوي كل مركبات النقص و عدم الرضي بذاته و شعور الكآبة و عدم تقدير نفسه ...!؟؟

أجل هذه أنا !!!!!

رغم أن أحزمة محفظتي المسكينة قد تشققت من فرطي مسكي بها و كأنها حبل نجاتي لأنني و للأسف لم اجد شيئا افرغ فيه كمية التوتر التي هاجمت داخلي بحكم أنني مرتبكة كثيرا فما كان مني الا ان شددت علي هذا الحزام الجلدي الخاص بمحفظتي أمسكه و بشدة وكأن حقيبتي ستنبت قدمين في أي لحظة و تهرب من أعلي ظهري راكضة فارة ...

أنا مازلت في الشارع ، أسير ،بذهن مشوش و قدرة غير واثقة من نفسها .... أشعر أن العالم كان ضيقا جدا . ضيقا علي عنقي - التنفس كان مرا - و ضيقا علي قلبي - الذي يلتوي بحصار بين ضلوعي قلقا -

و في اللحظة التي وطأت قدمي فيها باب المدرسة ..... شعرت بإحساس مروع ، انفاسي ثقلت ألهث ...... مزقت نظراتي حولي في صمت.... و انا اشعر بجبل الثقة الذي قضيت طول ليلة البارحة و طول الطريق ابنيه يتهدم في اللحظة التي لامس فيها باطن جزمتي تراب هذه المدرسة ...

ابتلعت ريقي بإزدراء و أحسست كم ان لعابي صار ثقيلا و خاثرا عندما و جدت مئات العيون الناشزة تقطعني تقطيعا بحدتها ، و تلمع بالخبث ... كل التلاميذ و عندما اقول الكل فأنا أعنيها حرفيا .. الكل ما عدي ذلك القط الذي ينام فوق الشجرة و العم ستيفرك الحارس ، ينظر لي ..

لي أنا أوليفيا جونس .. الفتاة التي لا يعرفها أحد صارت بين ليلة و ضحاها معروفة ...

حسنا اللعنة !!!!!

 CURSE OF THE BAD BOY  Where stories live. Discover now