لغز و عدوين .

39.7K 2.1K 608
                                    



"كنت في سفينة توشك ان تغرق و بها خمس ركاب و طوق نجاة لشخص واحد ، برأيك من يستحق النجاة منهم : اولا طبيب جراح و هو سيجري عملية قلب لمريض غدا ، ثانيا مغترب عائد الي عائلته بعد فراق دام عشرين سنة ، ثالثا قبطان الأرمل و الذي يملك خمسة أطفال ،رابعا إمرأة حامل في الشهر الثامن او خامسا طفلة عمرها تسع سنوات "

هذا كان سؤال كيڤن الذي تلفظة بنبرة باردة ،ملانحه جامدة و جادة بالكامل ،حاجبه مرفوع بشكل يبين انه لا يعبث معي مطلقا ... هو فعلا نجح هذه المرة في جعلي اصدم ... اتفاجئ من كلامه الذي لم أفهم منه شيئا ... هل قرر ان يستأجر فلسفة افلاطون ام ماذا بحق خالق الجحيم ؟؟؟

نظرت له بعدم تصديق و انا ارمش بعد استيعاب علي أمل ان اجد في وجهه ملامح تدل علي انه كان يمزح و لكن لا ... وجهه كان مقتضبا للغاية متجهما كحفرة فارغة تدنس الرياح هدوئها ... انه بالفعل كان جادا و يريد مني ان اعطيه الجواب .. جواب ماذا ؟؟.. هذا ليس بسؤال حتي !!!

" في الواقع هذا لغز و ليس سؤال " قلت له بإيمائة خفيفة و ابتسامة مقتضبة و نبرة مصححة بينما اؤكد له بحاجبايا الذي ارتفعا علي ان ما قدمه لي لغز فلسفي معقد و ليس سؤال ... فالسؤال له إجابة و اللغز له حل و كيڤن اساء الفهم و بالتالي إنها مغالطة

هو لم يغير طريقة نظره المظلمة لي و كأنه يفتش بين أنقاض روحي عن ورقة برسيم سحرية .. يالي الشؤم هو حتي لم يرمش بعينيه .. فقط حرك شفافه التي بدت و كانها متيبسة عن الكلام .

" لا أجيد التعبير ، لكن لهما نفس المعني .. لغز او سؤال فقط اجيبي " نعم إنه كيڤن .. نفس المشكلة التي تلاحقه و هو انه متسلط حتي في الكلام ، المصيبة أنه يطلب مني الإجابة أمرا و ليس فضلا و كأن فيها خلاصي ... نظرت له بعدم تصديق ... و لكن لا !! هو كان جادا و عاقدا العزم علي ذلك .. انه و بكل بساطة يريدني ان اجيبه ...

المشكلة ليست هنا بل في السؤال نفسه .. لم افهم مالغاية منه ... إنه يبدو عميقا ذا طابع فلسفيا و أعلم أنني اذا اخطأت فهذا الكيڤن لن يجبني انا الاخري لذا التفكير بحكمة هو الحل

 CURSE OF THE BAD BOY  Where stories live. Discover now