◦•●◉✿ الفصل 12 ✿◉●•◦

18K 1.1K 186
                                    

"هل أنت بخير ؟".

سألت آنسيا جايد للمرة العاشرة وهي تنظر إلى وجهه المنتفخ بعطف شديد .

"لا يوجد ما يدعو للقلق حقا ".

أجابها بادلا مجهودا كبيرا كي يبدوا مبتهجا رغم أن الابتسامة التي خرجت من بين شفتيه كانت فاترة . كان سعيدا باهتمامها به وقلقها عليه .

ازرق وجهه مجددا وبدت شفتيه شديدتي الشحوب فعرفت آنسيا أن موجة جديدة على وشك أن تداهمه .راقبته بقلق وهو يختفي من خلف إحدى الشجيرات ليفرغ ما في أحشائه .لم يتوقف عن التقيؤ منذ انتهائهما من طقس النذور .أخبرها بأنه قد أفرط في الطعام لكنها لم تكن غبية .لابد أن سما قد دس له في الطعام أو ربما في الدماء التي يشربها .

سما لم يكن من القوة لقتله بل ربما كان الهدف منه هو إضعافه والتقليل من قدراته .

تبادلت نظرة سريعة مع بيتي وتذكرت كل ما أخبرتها به عن الأشخاص الذين يتحكمون في عالمهم من خلف الظلال .أخبرتها أنهم قد سمعوا بليلتهم الفاشلة وبأنهم لن يكونوا سعداء .هل السم هو العقاب الذي وجدوه مناسبا لجايد .أم أنهم يرغبون في قتله ،لكن جسد جايد كان مقاوما للسم مثل مقاومته للفيروس .

وهل هذا يعني بأنهم قد أعدو عقابا من أجلها أيضا ؟

ارتعشت فرائصها ولأول مرة بدأت تأخذ أمر الظلال على محمل الجد .وقد شعرت بالرعب يدب في كل خلية من خلاياها .

الفوضى .

إنهم يعشقون الفوضى كما أخبرتها بيتي .

ألقت نظرة خاطفة للأشخاص من حولها .كانوا يتبادلون النظر في صمت وعيونهم الزائغة والمتوترة تنذر بشيء آخر .هناك أمر يوشك أن يحدث أو ربما قد بدأ في الحدوث .هل هم متورطون فيما حدث لجايد .ربما أحدهم هو من بث له السم .

فحسب ما فهمته من بيتي عن الظلال انهم يعشقون استخدام الأشخاص من حولهم لتنفيذ رغباتهم .

فلو رغبوا في قتلهما مثلا ، قد يكون تكليف أحد الموجودين معهم أفضل حل ممكن .

عاد جايد وقد لاحظت آنسيا النظرة القاتمة التي سددها لثيميسون الذي كان يقف في الخلف رفقة بيتي مبتهجا بالجو الجميل دون أن يكون مكترثا بما يحدث لجايد .وما وجدته آنسيا غريبا هو عدم تدخله .رغم كونه معالج .أيمكن أن يكون هو من بث له السم ؟

زاد ذاك السؤال من هيجان معدتها وقد أصبح في نظرها كل الموجودين معها متهمين محتملين .

لا يجب أن تثق بأحد إلا جايد .هكذا نصحتها بيتي .

"هل تشعر بالتحسن جايد آرنو ".

سأل ثيميسون وقد بدا من نبرة صوته أنه قلق على جايد أكثر مما كان يظهر. وهذا ما جعل دم آنسيا يغلي من الغضب ورغبة عارمة تدفعها الى الصراخ في وجهه :"إن كنت مكترثا حقا لماذا لا تساعده أيها العجوز المتظاهر ".

𝖙𝖍𝖊 𝖈𝖔𝖑𝖉 𝖉𝖆𝖓𝖈𝖊 ꕤ الرقصة الباردةWhere stories live. Discover now