◦•●◉✿ الفصل 30 ✿◉●•◦

10.2K 542 190
                                    




كان جايد قد وصل في وقت مبكر من الصباح الى بيت الحديقة .ورغم أن النوم بدا له مغريا إلا أن مراقبة آنسيا وشقيقها وهما ملتفين حول بعضهما البعض مثل هرتين تتوقان الى دفئ  بعضهما البعض ، جعله يقاوم التعب الشديد الذي كان يلازمه ويظل مستيقظا ليراقب هذا المشهد الجميل الذي أيقض ذكرياته الدفينة، ودفعه الى التفكير في شقيقه الأكبر ميغل .

"ميغل أيها الوغد ".

اتكئ على الجدار بينما أرجع رأسه الى الخلف وأغمض عينيه .

عندما كان في عمر كاي كان يكره النوم وحيدا في غرفته ، وكلما استيقظ ميغل كان يجده مندسا بجانبه بينما ذراعيه تلتصقان بظهره .كان يمازحه بكونه علقة خطيرة عليه القضاء عليها .فيُمسك بحفنة من الوسائد ويُغرقه بداخلها بينما هو يقاوم يضحك بصوت عال .حيث يقضيان صباحا ممتعا داخل معركة خيالية تنتهي دائما بفوضى من الريش وقطع الأثاث التالفة .

كان الخدم يشعرون بالدوار لمجرد دخولهم لتنظيف غرفة ميغل بعد المعركة .وأكثر ما كان يضايقه بخصوص تلك الأيام هو ردة فعل والديهما على الفوضى التي كانا يخلفانها ،لم يتذكر قط أنهما قد غضبا منهما لأي سبب من الأسباب.حيث كانا يشعران أنهما وُلدا من أجل المرح فحسب من دون أن يكون هناك أي عواقب لفعلهما .

تضايق جايد فجأة ، فذكريات أسرته لم تكن تجلب له سوى الأسى والغضب المريرين .وخاصة ذكرى ميغل، ذاك اللعين الذي كان يظن بأنه سيبقى شقيقه الأكبر الى الأبد .

استرق نظرة أخيرة الى وجه آنسيا قبل أن يغادر .وبمجرد أن لفحه هواء الصباح المنعش حتى عاد عقله للتفكير في المهمة .كان هذا أمر آخر يثير عصبيته .

وجد أن هوغو جالسا في الشرفة يتناول الفطور حيث قال بمجرد أن رآه وهو يلوح بقطعة من اللحم باتجاهه :"هل تناولت أسدا جبليا من قبل ؟واثق من أنه سيروقك لقد اصطدته بنفسي هذا الصباح ".

بدا منزل آل بلار فارغا ولم يبقى سوى هوغو الذي لابد أنه مكلف بتدريب آنسيا هذا اليوم .كان جايد قد التقى بليرا مع فريقها متجهين نحو البوابة قبل حتى أن يظهر نور الصباح .كان فريقهم هو أول فريق يغادر من أجل المهمة وكأنهم في سباق للتفوق .

أغضبه الحماس الذي كان باديا على الفريق ، فلم تكن المهمة ثقيلة عليهم كما كانت على باقي الفرق الأخرى . بل بدو تواقين الى بدأ تلك المغامرة .وهذا ما أفزعه ، خاصة عندما تخيل أن آنسيا ستكون ضمن هذا الفريق .

جلس جايد بفتور وتناول الصحن الذي قدمه له هوغو ودس الطعام دون اكتراث في فمه فقد كان يحتاج الى تغذية جسده قبل الانطلاق في تلك المهمة البغيضة التي تنتظره .

عندما توقف الهواء من حول جايد أدرك أن حديثهما قد أصبح مكتوما فقال وهو يرمي شوكته نحو الصحن بعصبية زائدة بينما ينظر الى هوغو :"يطلبون مني قتل آلفريم فينغار ".

𝖙𝖍𝖊 𝖈𝖔𝖑𝖉 𝖉𝖆𝖓𝖈𝖊 ꕤ الرقصة الباردةWhere stories live. Discover now