◦•●◉✿ الفصل 24 ✿◉●•◦

9.8K 709 321
                                    




كان جايد ورغم كونه ينظر الى كل تلك الأعداد الرهيبة من الوحوش التي تحيط بحلقة النار التي يحتمون بها ، إلا أنه بدا مستعجلا لبدأ بحثه عن آنسيا .

قالت إيليار مكررتا كلامها :"علينا أن نجد طريقة للتحرك أولا ، لأن الوحوش ستهاجمنا بمجرد خروجنا من الحلقة ".

"إذن جدي طريقة سريعة يا شقيقتي ، فليس لدي الوقت ".

فكرت إيليار قليلا قبل أن تُخرج قاعدة كبيرة من الجذور من الأرض وجعدتها على شكل أدراج بينما ترفعها الى الأعلى ، وعندما وصلت الى الارتفاع المناسب بسطتها في الهواء مثل ممر من الجذور .

وقالت موضحة :"إن تركنا قاعدة الجذور وسط حلقة النار فلن يتمكنوا من تسلق الممر برفقتنا .ثم لفت جسد ليانا بمجموعة من الجذور اللينة وثبتتها بظهر ريكار .وعندما لفت جسد أليخيس أيضا ، نظرت الى جايد متسائلة:"هل أثبته بظهرك ".

أجاب جايد وأليخيس معا في اللحظة ذاتها :"لا".

كان جايد قد ضاق ذرعا بأليخيس ولم يعد راغبا في حمل جثته معه مرتا أخرى ، خاصة أنه يريد أن يكون حرا ويستخدم كل إمكانياته للبحث عن آنسيا ووجود أليخيس لن يكون سوى عقبة في طريقه .

أما أليخيس فقد كان لا يزال راقدا على الأرض محطما من الأهوال التي عاشها بسبب جايد ، حتى أنه لم يكن مصدقا  بأنه لايزال على قيد الحياة ، ظن بأن معجزة ما قد حدثت ،لأنه قد بدا واثقا من أنه سيموت قبل أن يصل الى اليابسة .وأمنيته الوحيدة كانت ألا يقترب من جايد مجددا حتى لو كانت حياته على المحك .

قال أليخيس وهو يصنع ابتسامة زائفة مكشوفة ،فلم يكن جيدا كثيرا في التصنع :"لقد تورط جايد في الكثير من المتاعب بسببي ولا أريد أن أضايقه مرة أخرى ".واصل الابتسام وهو يقول :"تستطيعين حملي أنت يا كرافت ، فأنا وأنت زميلين قديمين وسنتمكن من الحديث عن ذكرياتنا معا في الطريق ".

حدقت إيليار في وجه أليخيس بارتباك ، فلم تكن هناك أي ذكريات جيدة لهما معا ، فكل ذكرى في ذهن إيليار كانت عبارة عن تنمر وسخرية من طرف أليخيس نحوها .وبدت مندهشة من تلك النبرة اللطيفة التي لم يسبق لها أن سمعته يتحدث بها من قبل .

قال جايد وابتسامة عريضة تتسع فوق وجهه بعد أن لاحظ خطة أليخيس الماكرة :"لا أمانع بتثبيته بظهري ".ونظر الى أليخيس وهو يغمزه :"لقد استمتعت كثيرا برفقتك .ولا أمناع حقا من تكرار التجربة ".

تجعدت معدة أليخيس وشعر بأن أحشاءه تتلوى مثل الأفاعي بداخله وهو يُثبت بظهر جايد ، الذي التفت ونظر اليه بابتسامة متوعدة ، ليزداد الهلع بداخله شراسة .

كان المشيء في غاية السهولة داخل الممر الذي صنعته إيليار . وكان جايد مستمتعا بإخبار أليخيس بالمشهد المروع الذي سيبدو عليه إن انزلق فجأة من على ظهره وهوى وسط تلك الكائنات المتعطشة للطعام .

𝖙𝖍𝖊 𝖈𝖔𝖑𝖉 𝖉𝖆𝖓𝖈𝖊 ꕤ الرقصة الباردةWhere stories live. Discover now