◦•●◉✿ الفصل 37 ✿◉●•◦

7.2K 430 113
                                    

بدا كاي مثل حيوان صغير قد خرج من بطن أمه حديثا .

كان جسده بالكامل مغطى بالدماء ، ولم يكن واضحا منه سوى عيناه الفاتنتين واللتان كانت تتفحصان وجه آنسيا باهتمام .

ضغط كفه فوق أصابعها وسألها :"هل ما فعلته كان سيئا ؟". ارتجف صوته وكان على وشك البكاء حيث التصقت بعض القطرات فوق رموشه .بُوغتت آنسيا بسؤاله ولم تعرف ما عليها قوله .

فرد جايد بدلا منها وكان لايزال يمسك بذراعها :"لقد دافعت  عن نفسك ". رفعت آنسيا نظرها إليه وتفاجئت من النبرة اللطيفة والمتفهمة التي غمرت صوت جايد .

جعد كاي جبهته وتغيرت نظرته حين نظر الى جايد ،عادت تلك الومضة الغاضبة والمتوعدة تسيطر على عينيه .كانت الكراهية بادية على ملامحه ولم يفت جايد هذا .

فكرت آنسيا بحنق :"ما الذي كنت سأتوقعه ؟".

فقضاء كاي الكثير من الوقت رفقة آندرو وفريقه كان بالطبع سيقود الى نتيجة كهذه .أمسكت بكاي واحتضنته داخل صدرها ومررت راحة يدها فوق شعره اللزج مثلما كانت تفعل وهو صغير .مهما دسوا في رأسه من أفكار فستمتلك الوقت الكافي لنزعها وتغييرها بما تريده .سوف يقع في حب جايد مثلما حدث معها بمجرد أن يعرفه .

هذا ما كانت تأمل في تحقيقه إن ظلت على قيد الحياة ، ولم يدمرها الظلال بسبب ما قامت به .كانت لاتزال تأمل، بأن تكون قيمتها وفائدتها للظلال أكبر من أخطاءها .

لم تكن آنسيا ترغب سوى في مغادرة هذا المكان الذي بدأ الجو المحيط به يخنقها كأنه ممتلئ بالسم .إنها تحتاج الى عربة بافي .حركت رأسها بحثا عنه فرأته من خلفهم مسمرا في مكانه بينما إيليار تمسك بيده .منذ صباح اليوم وهذان الاثنان ملتصقان ببعضهما كالغراء . ولم تفهم سبب ذلك .

كان وجه بافي شاحبا وهو ينظر الى الوجوه الغاضبة والعدائية التي كانت تتابع قتال كاي قبل قليل بمنتهى المتعة .لابد أنهم أفراد أسرته ، وحتما كانوا يتوقعون رؤية دم شقيقها الصغير يرش أرض ميدانهم المنمق ويُزهق بداخله روحا جديدة قد تعد نصرا وشرفا لآل بارنوفيش المعتادين بأنفسهم .

لكن حصل عكس توقعاتهم تماما .فالطفل دو الست سنوات ، النصف بشري، الذي لم تبدأ تدريباته الفعلية سوى منذ شهرين فحسب ، يردي بحياة طفلهم ويغذي الميدان بشرف روحه بدلا من ذلك .ما الذي سيحدث الآن ؟ هل سيسمحون لهم بالمغادرة أم سيفضلون تمديد المباراة الفردية الى قتال جماعي .

كانت العدائية تتسرب الى أعماق صدرها .

وتحفزت فرائصها .

إن رغبوا في القتال فسترحب بفصل جلودهم عن عظامهم بنيرانها المسعورة .من اليوم وصاعدا لن ترحم أحدا ، لن تتردد ، فكل من يرغب في الموت فستعانقه بكل سرور .

وأدركت أن تفكيرها هذا احمق وهي تواجه أفرادا من سلالة خطرة كبارنوفيش .

فربما هم من سيدفعونها لمعانقة الموت بدلا من ذلك .

𝖙𝖍𝖊 𝖈𝖔𝖑𝖉 𝖉𝖆𝖓𝖈𝖊 ꕤ الرقصة الباردةWhere stories live. Discover now