◦•●◉✿ الفصل 32 ✿◉●•◦

7.7K 482 126
                                    




"حان وقت بدأ الفوضى ".

كانت الإثارة في عروق جايد قد وصلت الى أعلى مستوياتها وهو ينظر بعيون المفترس الى الحراس الذين كانوا يتدفقون ببطء نحوهم ، شاهرين أسلحتهم باتجاههم والتردد المشوب بالخوف كان مرسوما على ملامحهم، بعدما رأوا فقط جزءا ضئيلا من قدرات جايد الوحشية .

ابتسم جايد بعدوانية وهو يلوي عنقه استعدادا للهجوم .

كان في داخله يعشق لحظات الإثارة الصغيرة تلك .ورغم أن وضعهم الحالي كان خطرا وخاصة بوجود أشخاص آخرين برفقته ، كما أن مهمتهم قد أضحت أصعب بكثير بعد أن أصبح العمدة يعرف بوجود متطفلين في قصره يسعون بكل تأكيد الى الحصول على رأسه .

التسلل الهادئ والسلس كان الوسيلة الأنجع لتنفيذ المهمة ، لكن الأمور قد انقلبت ضدهم ، ومنطقة العمدة هي منطقة أذكى بكثير مما كان يتوقع ،والآن ليس بوسعه سوى إطلاق العنان لوحشيته ومحاولة الخروج من هنا على سلم من العظام والجثث .

قال جايد لفريقه بصوت كالفحيح :"هل أنتم مستعدون ؟".

عندها قال ليوس :"اقترح أن نهرب بدلا من المواجهة .إنهم كُثر ولا نعرف بعد نوعية أسلحتهم ".

كان ليوس محقا ففي تلك الأثناء كانت أعداد غفيرة من الجنود تحيط بهم من كل الجوانب حيث يتدفقون من تحت الأرض، ومن وراء الجدران ،ومن أماكن سرية عديدة كأنهم قطيع يتوالد بسرعة خرافية .وكان الكثير منهم يحملون أسلحة جديدة لم يسبق لجايد أن رآها من قبل .

"إن كانت لك طريقة للهرب فلن أمانع ".  قال جايد من دون أن يبعد عينيه عن الجنود أو يُغير وضعية الهجوم التي كان جسده قد اتخذها .

أجاب ليوس وهو يومئ الى فريا :"فريا قادرة على إخراجنا من هنا ".

عندها تحولت فريا الى عنكبوت سوداء بجسد نحيل وطويل مثل الإبرة وحولها التفت مجموعة من الأذرع الإبرية التي بدأت في حبك شبكة سوداء متينة ،نُسجت حول الجسد والأذرع .بدت كوحش مرعب جعل الحراس يتراجعون الى الخلف لهول منظرها .

حذر ليوس الفريق قائلا :"تجنبوا تنشق البخار".

ثم بدأت العنكبوت بإطلاق مادة ذات رائحة نفاذة مثل بخار أخضر اللون انتشر في الجو بأكمله وجعل الرؤية ضبابية للجنود ،حتى اختفى الفريق عن أعينهم بجدار من الضباب السام .ثم بدأوا في التساقط الواحد تلو الآخر بفعل السم الأخضر الذي مزجته فريا مع الضباب .

بعدما أضحوا معزولين عن الجنود أرسلت فريا كل ذراع من أذرعها لتلتف حول عضو من أعضاء الفريق ،الى أن قامت بحملهم جميعا فوق جسدها ، ما عدا جايد الذي ظلت ترمقه بتردد وكأنها لا تتجرأ على الاقتراب منه .

قال ليوس بصوت مختنق حيث كان يحبس أنفاسه بقوة كي لا يتنشق السم :"يديك عاريتان أيها القائد ".

𝖙𝖍𝖊 𝖈𝖔𝖑𝖉 𝖉𝖆𝖓𝖈𝖊 ꕤ الرقصة الباردةWhere stories live. Discover now