◦•●◉✿ الفصل 20 ✿◉●•◦

12.6K 796 268
                                    




كانت جولينا في الثالثة فقط من عمرها عندما أدركت أنها غير مرغوب بها في ذاك البيت .وجودها في العالم كان مجرد خطأ ظلت تدفع ثمنه طوال حياتها .

كان بيتهم عبارة عن كوخ متعفن من عيدان القصب .لا يحتوي سوى على غرفة واحدة وبعض الأثاث القديم والمهترئ، والذي كانت تفوح منه رائحة البول والجثث .

رائحة الجثث كانت من اختصاص والدتها التي كانت تعشق تناول لحم الجثث المتعفنة كنوع من التسلية المريضة ، بينما كان البول اختصاصها هي .

لم تكن تكره والدتها كثيرا بالقدر الذي تكره به والدها .

فوالدتها على الأقل كانت تتجاهلها وكأنها غير موجودة ، أما والدها فكان يُفترض بها بمجرد اقترابه من البيت أن تختفي سريعا تحت الأريكة القديمة وتظل هناك راقدة بصمت كاتمة أنفاسها الى أن يغط في النوم ، عندها فقط كان بإمكانها الخروج ومد قدميها المتيبستين قليلا قبل أن تعود للنوم تحت الأريكة الباردة .

في الأيام التعيسة التي لم تكن تدرك وجوده إلا بعد فوات الأوان ، حيث تقع عيناه عليها بمجرد دخوله ، كان أول ما تشعر به هو ركلته القوية نحو مؤخرة عنقها وبمجرد أن تصطدم بالأرض كان يمسكها من شعرها الطويل ويبدأ في لطمها بالأرضية والجدران الى أن يمتلئ الكوخ بدمائها ورائحة بولها .

كان ينعتها "باللقيطة ".تلك كانت كلمته المفضلة فلم يسبق له أن ناداها باسمها قط .ثم يستدير نحو والدتها ويكمل تفجير غضبه نحو جسدها وهو ينعتها بأكثر الكلمات قذارة .لم يكن يصدق بأن جولينا هي طفلته الحقيقية ، بل ظل طوال الوقت واثقا من أنها ابنة شقيقه ، فقد ورثت شعره الأشقر الناعم وعيناه الثاقبتان بينما لم ترث منه أي صفة يمكن ملاحظتها .

وحتى عندما ظلت زوجته تتوسل اليه وهي تشرح له كيف أن تلك الصفات قد ورثها شقيقه عن والدتيهما .وجولينا تشبه جدتها .لم يكن يصدق .

بل كان يواصل لكمها وهو ينعتها بالعاهرة .

كون جولينا لقيطة هي حقيقة مطلقة قد ترسخت في ذهن والدها فتحولت حياتهم جميعا الى جحيم .

لم تكن تمتلك أي شيء وهي طفلة . لا عائلة ، ولا أصدقاء ، ولا أي شيء يمكن أن يلون عالمها الكئيب .

ازداد وضعها تعقيدا عندما ظهر اسمها على شجرة الأقدار بجانب ريغن .ما دفع بوالدها الى مضاعفة وحشيته ضدها وسخريته منها بكونها مجرد لقيطة وضيعة انتهى بها المطاف بالزوج الذي يستحقها .كان يكره البرمائيين ويعتبرهم أكثر الآرينش وضاعة .وحتى الاقتراب منهم يعتبر مهانة كبيرة .وخاصة أن زوجها المستقبلي كان عبدا عند البشر وهو ما زاد من عذابها اليومي .

أضحى الدها يخجل منها أكثر من السابق ، ويعتبر أن زواج ابنته من برمائي عبد سوف يحوله الى أُضحوكة بين أصدقاءه وجيرانه .حيث سيبدؤون بالإشارة إليه بأطراف أصابعهم وهم يسخرون منه من خلف ظهره .

𝖙𝖍𝖊 𝖈𝖔𝖑𝖉 𝖉𝖆𝖓𝖈𝖊 ꕤ الرقصة الباردةWhere stories live. Discover now