◦•●◉✿ الفصل 22 ✿◉●•◦

11.3K 767 361
                                    




أمسكت آنسيا بالقطعة من ذراع جايد وعصرتها بين أصابعها متمنيتا لو تحتفظ بها داخل قلبها .فاشتعلت النيران داخل راحة يدها لتحترق القطعة وتسقط من بين أصابعها .

واصلت التحديق في قطعة اللحم المحروق ثم بدأت في البكاء بصمت قبل أن يعلوا نشيجها .

مسد جايد شعرها بخفة قائلا :"لا بأس لدي المزيد ".وأراد اقتطاع قطعة أخرى من ذراعه ظنا منه أنها تبكي من أجل اللحم المحترق .فأمسكت آنسيا بذراعيه وحشرت رأسها داخل صدره وهي مستمرة في البكاء .

لم يكن جايد يعرف بأنه عندما قام بطعنها قد مرر بعض الذكريات المظلمة من ذكريات طفولته إليها .تلك الذكريات التي حفزت انفجار الظلام بداخله .

رأت بعضا من المعاناة التي عاشها داخل أسرته .وكل المشاعر المظلمة التي كانت تباغته وتُفسد حياته .رأت الأشياء السيئة التي عاناها بسبب خيانة والده .كما رأت قلادة روح الثعلب الأزرق وهي تنتقل من عنق والدته بعد موتها الى برودة الجدار.

ظلت هناك معلقة فوق جدار غرفة والدته غير عابئ بها الى أن قرر أن يهديها إليها .وعرفت أخيرا معنى الألوان التي كانت تتغير داخلها .فلم تكن تعبر سوى على مزاجه وما يشعر به في كل لحظة نحوها .كما عرفت بأنها تدله على مكانها أينما كانت .وهذا ما أشعرها بأمان بالغ لم يسبق أن شعرت به من قبل .

أبعدت رأسها قليلا عن صدر جايد ونظرت الى القلادة ، كانت تشع بلون رصاصي غامق .لم تعرف معنى ذاك اللون بالضبط لكنها افترضت أنه قد يعني القلق نظرا الى تعابير جايد القلقة وهو ينظر اليها .

لاحظت وهي تحدق في عينيه انعكاس ظل رمادي فوق عينينه الخضراوتين .وكأن القلادة قد سرقت لونها من ظل عينيه الدافئتين .آلمها الحزن الذي سكن قلب جايد لسنوات طويلة ونقص الدفء الذي عاناه داخل أسرته .

جذبته نحوها حين لم تتمكن من الوقوف وطبعة قبلة على خده قبل أن تضغط وجنتها بوجنته وهي تعانقه هامسة :"اشتقت إليك ".

تغيرت الألوان في عيني جايد لتصبح أكثر إشراقا وهو يعانقها بدوره دافنا وجهه في شعرها :"أنا لا أتوقف عن الاشتياق إليك حتى وأنت موجودة بجانبي ".

كانت عيون جميع الموجودين متسعة بسبب التغير المفاجئ الذي آلت إليه الأمور .ما عدا إيليار التي كانت سعيدة وهي تحتضن كفيها معا فوق صدرها ممتنة للحب المبهج الذي كانت تراه أمامها .

تنحنحت ليانا قائلة :"آسفة لمقاطعتي لهذه اللحظة الجميلة .لكنني أريد أن أحذركم من أن جوردي ربما تراقبنا في هذه الأثناء وتستمع لكل ما يجري هنا وعلينا أن نفعل شيئا على الفور ".

رفعت آنسيا رأسها ببطء نحو ليانا ، بينما سأل ريكار وهو يضغط فكه بعصبية :"كيف ذلك ؟".

قالت ليانا وهي تنظر الى آنسيا بعيون باردة وقد بدأت الكلمات تختنق في صدرها :"البثرة التي على جسدك هي جزء من جوردي وهي تبقيها على اتصال بك طوال المدة التي تكونين فيها مستيقظة ".

𝖙𝖍𝖊 𝖈𝖔𝖑𝖉 𝖉𝖆𝖓𝖈𝖊 ꕤ الرقصة الباردةWhere stories live. Discover now