◦•●◉✿ الفصل الأخير ✿◉●•◦

6.8K 359 218
                                    


بمجرد أن لمحت آنسيا عناكب فريا الصغيرة وهي تتسلق السلالم حتى نزلت راكضتا نحو الأسفل وعقلها يتوسل :"اصمدي قليلا يا صديقتي .اصمدي ".

كانت خيوط فريا العنكبوتية تسنُد جسد ييلين بينما هي بالكاد تُحاول إدخال الهواء الى صدرها .رقبتها تتشنج وأصبح وجهها أبيض اللون وخال من أي نوع من الحياة ،شفاهها زرقاء وسائل أبيض ثقيل يخرج من بين شفتيها .تفجرت ساقها اليمنى وظهرت الأعصاب والعروق والعظام بشكل فوضوي وهي لاتزال مُعلقة بأربطة فخذها .كانت الدماء تختفي من جسدها كأنه يتم تجفيفها .

استقرت آنسيا بجانبها على الأريكة واحتضنت جسدها بلطف مُسندتا رأسها الى صدرها .

كانت تضغط راحة يدها بقوة .وعندما فتحتها ورفعتها أمام آنسيا ،رأت خنفساء معدنية صغيرة راقدة بسكون .

إنه الطفيلي .

أمسكته آنسيا بين أصابعها المُرتكبة غير مدركة لما عليها فعله به .أخيرا ألصقته بسلسلتها حيث تمكنت أذرعه النحيلة والصغيرة من التمسك بالسطح البلوري للسلسلة .

بدت الخنفساء الفضية كأنها جزء أصلي من السلسلة بحيث يصعب مُلاحظتها .

همست ييلين :"أظن أن لحظة الوداع قد حانت ".لمعت عيناها لكنها لم تبكي فربما جفت دموعها مع دمائها .

ظهرت أشباح أشقائها الضعيفة من حولها ،كانت صورهم باهتة ،وكانوا يبتسمون جميعا لها .سرت القشعريرة في رقبة آنسيا فاحتضنت ييلين بدفء أكبر وعيناها تفيضان بالدموع .

"آسفة لأنني لم أتمكن من مساعدتك .أنا آسفة ".

رفعت ييلين يدها المرتجفة ولفتها لتلمس جبهة آنسيا :"لا يمكنك إنقاذ الجميع .هذه حرب طويلة .وفي الحرب يموت الناس طوال الوقت ".

ضغطت بإصبعها الأوسط صدغ آنسيا فشعرت بالوخز .

قالت ييلين :"هذه هي الهدية التي رغبتي بها .وهكذا ستتذكرينني إلى الأبد ".

وبشكل مختلف عن المرة السابقة ،بدأت آنسيا ترى الذكريات على الفور بعينيها المفتوحتين على وُسعهما .مر شريط حياة ييلين من أمام عينيها كالحُلم .

رأتها رفقة أسرتها وهي صغيرة .أسرة سعيدة من ستة أفراد .ثم رأتها سجينة في أحد الأقبية وهناك فتاة حمراء الشعر كانت تزورها أحيانا .إنها أمها وكانت تشبهها كثيرا عندما كانت في مثل عمرها .

أدركت أن ييلين كانت سجينة في قصر الماريشال كاوس وأن أسرتها قد كانت واحدة من الأسر الكثيرة التي لقيت نحبها في حملاته المكثفة ضد الآرينش .

رأت والدها وهو يُحرر ييلين من الأسر رفقة العديد من الأسرى الآخرين من الآرينش .وكيف قادهم نحو المستعمرة .الفتاة حمراء الشعر كانت حاضرة أثناء تحرير الأسرى . لم يكن ذلك هو أول احتكاك لوالدتها بوالدها لأنهما بديا كأنهما يعرفان بعضهما جيدا .

𝖙𝖍𝖊 𝖈𝖔𝖑𝖉 𝖉𝖆𝖓𝖈𝖊 ꕤ الرقصة الباردةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن