أضحى لجايد فكرة واضحة عن التغيرات التي طرأت على المدينة .
تزودت الشوارع بكاميرات مراقبة مستشعرة للحركات المريبة ، حيث تبدأ بالطنين كلما مر من أمامها شخص يرتدي ملابس تُخفي الكثير عن هويته كما كان جايد يفعل من قبل .وهذا ما دفعه الى التفكير في إعادة طريقته في التسلل للمدينة كشبح مجهول ريثما يتعرف على نقطة ضعف تلك العُوينات الشبيهة بعيون صقر متيقظ طوال الوقت .
كما تغير ملابس الجنود وبدت الأسلحة الجديدة التي يحملونها أكثر فتكا من سابقها .أصبحوا يمتلكون ماسحات ضوئية تُمكنهم من استشعارأشياء خفية لم يكن بمقدورهم رؤيتها بالعين المجردة .هذا بالإضافة الى تلك الكلاب الخبيثة التي تحولت الى وحوش حقيقية بأقدام وأذرع من الفولاذ والتي بدت قادرة على الانخراط في معركة ، كأي شخص يمتلك وعيا كاملا .
المدينة نفسها بدت أكثر دهاء من المعتاد .وكأن كل شارع من شوارعها ،وكل جدار ،وكل حفرة أو حجر قد بات فخا نُصب للآرينش .
كان المطر قد بدأ في التساقط بشكل خفيف مُبللا شعر جايد ووجهه الذي رفعه الى الأعلى متذوقا القطرات الباردة ومستشعرا لمستها المنعشة فوق بشرته .
قال جايد عندما استشعر اقتراب فريقه منه موجها سؤاله الى آيلا وكريس بما أنهما يعرفان المدينة جيدا كما يعرفها :"ما رأيكما في كل هذا الهراء ؟".
ورغم أن آيلا كانت متخفية إلا أنها قد تمكنت من النطق بصوت رقيق تشوبه لمحة من الرعب ظلت تبذل جهدا كبيرا لإخفائها :"هناك تفاصيل قد تبدوا مثيرة للقلق .فبعض الأمور قد لا نعرف درجة خطورتها إلا بالتجربة ".
سُر جايد من دون أن يُظهر ذلك فقد بدت له ملاحظتها ذكية وتنم عن شخصية قوية الملاحظة وهي العناصر التي يحتاجها في فريقه .
قال جايد وهو يحشر يديه في جيوب بنطاله وهي حركة لم يكن يقوم بها إلا عندما يدخل في تحد عنيد كان مصرا على الفوز به :"كل ما حولنا قد يكون فخا .تذكروا هذا جيدا ".وكان الأدرينالين في تلك اللحظة قد بدأ يسري بجنون داخل عروقه مزودا إياه بطاقة لا تنضب .
لو لم يكن قائد فريق وهناك أفراد من الواجب عليه حمايتهم ،لكان حتما قد تورط في مغامرة خبيثة وقلب هذه المدينة رأسا على عقب كما اعتاد أن يفعل في الأيامي الخوالي .كان سيكشف كل الأسرار في يوم واحد لا أكثر .دفعه التوق الى تحريك قدميه بعصبية وهو يستدير للنظر الى كلب بوكسر كان يتجول بالقرب منهم ،لكنه بدا الآن مركزا على مجموعتهم حيث كان يقترب قليلا في كل جولة .
قال كريس :"نستطيع أنا وآيلا أن نفهم الوضع بشكل أفضل خلال أيام من المراقبة .إننا بارعان في ذلك". تكلم بصوت خفيض وإحدى عينيه تسترقان النظر الى كلب البوكسر الذي كان يقترب بشكل سريع مكشوف :"إنه يحاول الاستماع الى محادثتنا .أعتقد أنهم مزودين بأجهزة تنصت ".
YOU ARE READING
𝖙𝖍𝖊 𝖈𝖔𝖑𝖉 𝖉𝖆𝖓𝖈𝖊 ꕤ الرقصة الباردة
Teen Fictionكل سنة تختار شجرة الاقدار مجموعة من الفتية والفتيات لتجمع بينهم في رابطة زواج مقدس ، إنهم شبان من نخبة فصائل الآرينش الأربعة ، بهدف إنتاج جيل أقوى يتفوق على الفيروس الذي نشره البشر في الحرب القائمة بين الطرفين. آنسيا بلار هي نصف بشرية ونصف مستذئبة...
