◦•●◉✿ الفصل 18✿◉●•◦

12.2K 824 216
                                    




ظلت آنسيا مثبتتا عينيها نحو ريكار طوال الوقت غير عابئة بالمكان الذي كانوا يسحبونها إليه .كانت تتساءل في ذهنها إن كان حقيقيا أم أنه مجرد وهم صنعه عقلها .

كانت قد توقفت عن المقاومة وأبدت تعاونا كبير وكأن حجم الذنب الذي قامت به في السابق لازال يثقل كاهلها ، وحتى لو كان ريكار لايزال حيا بمعجزة ما فهي لاتزال راغبة في تلقي العقاب الملائم للجرم الذي اقترفته يديها .

ارتعشت أوصالها حين وجدت نفسها داخل غرفة تقع في عدة طبقات تحت الأرض .مررت عينيها على المكان فوجدت بأنه يبث على القشعريرة .كانت الغرفة شديدة الاتساع بلا نوافد وتحتوي على عدة حجرات صغيرة والتي كانت فارغة تماما ماعدا بعض البُسط التي كانت مفروشة على الأرض .

أنيرت الغرفة بمصابيح من الفلورانس التي كانت تومض بشكل سريع باعثتا على التوتر ، الى أن أوقفتها ليانا عن الحركة .فزفرت عندها آنسيا بارتياح كبير وهي تستعيد شكلها الآدمي ، بعد أن انكمشت على نفسها وطوت جسدها في لفة صغيرة محاولتا إخفاء عُريها .

أنقذتها ليانا بتغطية جسدها برداء رمادي قبيح غلف جسدها مثل طبقة ثخينة من الاسمنت .لكنها بدت ممتنة لتلك الالتفاتة فلم تكن لتتحمل البقاء عارية أمام كل تلك النظرات القاسية التي تخترق جلدها كالسكاكين .

لم تكن آنسيا قد لاحظت الأنبوب الزجاجي الذي كان موضوعا خلفها ، والذي يشبه الأسطوانة المتموجة حول نفسها .وعندما طلبت منها ليانا الوقوف أطاعتها بهدوء ، فلم تكن تعرف ما يجب أن تفعله غير ذلك .دفعتها رياح ليانا بقسوة شديدة ولم تقم بأي حركة إلا عندما وجدت نفسها مسجونة داخل الأنبوب الزجاجي وهو يُغلق حولها و يلف عدة لفات بها كي تلتقي عينيها بكل الموجودين في الغرفة والمحلقين حول الأسطوانة يتفحصونها بعيون حذرة كأنها مخلوق غريب .

"لا .سأختنق ". لم تكن آنسيا قد تحدثت بعد وتلك الكلمات كانت مجرد أفكار داخل رأسها لكنها خرجت مكشوفة ومسموعة للجميع .ضاق تنفسها وهي تضغط أصابعها فوق السطح الزجاجي وعيناها تتوسلان ليانا التي كانت تبادلها النظر بشزر .

"سأموت ". كانت تلك مجرد فكرة أخرى .فأدركت للحظة دور تلك الأسطوانة ، إنها تنقل أفكارها الدفينة بشكل ما إليهم .إنهم لا يرغبون في سماع ما تقوله بل ما تفكر به .

ومن زاوية عينيها الضيقة رأت الساحر المدعو أليخيس وهو يمرر ما يشبه شحنة شفافة حول الأنبوب فأدركت أنه المسؤول عن نقل أفكارها .

سقطت على ركبتيها داخل المساحة الضيقة وتوسلت بصوت مسموع :"أخرجوني من هنا .عاقبوني بأي شكل ترغبون به .سأبقى هادئة .أعدكم بهذا ". وتفاجأت حين سمعت صوت النحيب وهو يتصاعد متضخما في أذنيها والدموع الثقيلة وهي تلطخ وجهها .لقد كانت تبكي وهو أمر غبي لم تتوقع حدوثه أمام كل هؤلاء .

𝖙𝖍𝖊 𝖈𝖔𝖑𝖉 𝖉𝖆𝖓𝖈𝖊 ꕤ الرقصة الباردةWhere stories live. Discover now