SIN|15

991 53 4
                                    

الفَصل الخَامس عَشر| تَحرر.
.
.
.

التَنازل عني؟ لا زالت الكلمة تدور في رأسي ومن فرط صدمتي وقعت أرضا وسارع محبوبي بالتقاطي ورفع جسدي عن الأرض، جسدي الواهن!

لا أستطيع تخيل حياتي دونه! لا أستطيع تخيل أنني قد أبتعد عنه! أردته أن يتحرر من أمي لا أن يتحرر منها وأنا رفقتها، ليس هذا ما أريده!

- ليس هذا ما أرتده، ليس هذا، ليس هذا.

وصرخت باكية ويداي ترتجف وعيناي تدور في المكان كأنني فقدت عقلي للحظة، جسدي يتحرك بعنف بين يديه وأنا أحتضنه وأنفي داخل صدره وأخبره بأنني لم أرد الأبتعاد عنه.

- أهدئي أونمي، فدائك حياتي كلها لست أنوي تركك والرب لست أفكر حتى!

قال كلماته يهدئ من ثورة جنوني ولم يستطيع ولم أشعر بي سوى وأنا أبتعد عنه وأندفع نحو أمي أهجم عليها بعنف وعدائية.

أمسكتها من خصلاتها وسحبتها بعنف، وأقسم أني لم أكن واعية على ذاتي ولو كنت في كامل قواي لما تجرأت على الأقتراب من أمي.

كانت فكرة الإبتعاد عن أبي شيء يستحيل أن أخضع له، ولو تعلق الأمر بمحبوبي فإني على أتم الأستعداد بدفن المستبب حي!

لم أعرف مالذي يحدث ولم أشعر بأبي الذي يحاول إبعادي عنها ولا أعرف حتى كيف صارت الأوراق ممزقة بين يداي.

صدري كان يعلو ويهبط وعيناي حمراء ووجنتاي ملطخة بالدموع وعيناي صارت ممتلئة بالكراهية نحو أمي، وللمرة الأولى أظهر كرهي لها وأتحداها بصوت مرتفع وكأن الأمر نال مني أقصاه.

رفعت سبابتي في وجهها وهددتها بعلو صوتي وشهقاتي المتقطعة.

- لا أنتِ ولا أية مخلوق على وجه الأرض سيستطيع أبعادي عن أبي وإني أقتلك يا أمي والرب أقتلك إن فكرت حتى في فصله عني.

وكان صوت أمي اللعوب هو من أخرجني من جنون أفكاري، جنوني وأنا أفكر بأنني تحليت بالقوة وأخبرتها بأنني لست خائفة منها.

كانت ما تزال تمسك بالأوراق وتحدق بأبي الهادئ.

- هل صدمت لأنني سأسلب منك ابنتي؟

جز محبوبي على أسنانه ورمقها بغضب واضح.

- أنتِ لن تستطيعين إبعادها عني حتى بتلك الأوراق اللعينة.

تساقطت أدمعي، رغم أني تخيلت كل ذاك الأمر ما يزال حقيقة وإني سأبتعد عنه لكني لا أجرؤ على تحقيق تخيلي مع أمي.

SIN.Where stories live. Discover now