SIN|26

883 54 2
                                    

الفَصل السَادس والعشرُون| إفصَاح مُنهك.
.
.
.

تقدم مني عِدة خطوات وحدق بوجهي بوجه شاحب، يخشى أن أكون تخطيته بالفعل بل وأرتبطت برجل آخر.

رغم أن لا رجل يسكن فؤادي سِواه ولا أهتم لآخر عداه، كان هو الأهم بالنسبة لي وسيظل لكني وكأي فتاة عاشت حزن وذل أرادت الإنتقام، ليس بأذية بل برد الشعور.

لم أكن لأضره بل لأذيقه حزنا أذاقني إياه، ولأريه جرحا أقامه بداخلي، لأجله يبكي متوسلا إياي للعودة كما توسلته بألا يتركني.

- حبيبك؟

لفظ بنبرة خافتة بدت متفاجئة فأومئت ضاحكة بسخرية، رغم أن فؤادي يبكي وعيناي تشاركه.

- أجل حبيبي، أظننت أني لن أستطع تخطيك؟ بل كما تخطيت كل شيء تخطيتك.

رغم أنني كل ليلة أعود لنقطة البداية.

وأستغليت دهشته وسكونه وألتفت ركضا نحو الطريق، وعيناي فاضت بها أدمعي فتساقطت على وجنتي وامتزجت شهقاتي مع لهثات ركضي.

أليست رغبتي منذ أربعة سنوات رؤيته؟

ما بالي أركض بُعدا عنه الآن!

إني غريبة بل النفس البشرية غريبة جدا، تظل تحلم وتحلم وحين تصل لمرادها تنفر.

كما يلمح المحب لحبيبه عن مدى حبه وحين يفهم ينكر.

آهٍ لحياة كهذه فتكت بي وأنهكتني.

حينما وصلت للطريق العام أوقفت سيارة وأخبرت السائق بمكان الفندق فأنطلق بنا حيث هناك، وطوال الطريق أضع يداي على وجنتي كلما تساقطت دمعة أمسحها فتخرج مني شهقة عالية تؤلم صدري.

حتى وبعد حصولي على ما أبتغيت لا يزال الحزن يسكنني.

وكلما ظننتي سأنعم وأنسى حزني آراني أصل للحافة لكنها لم تعُد مخيفة، لقد سقطت منها مرارا.

ولأنني لا يمكنني نسيان كل شيء كان في حياتي يعود الحزن يسكنني بشكل مضاعف، وصلت بعد فترة إلى الفندق فترجلت من السيارة وحاسبت السائق من مال كان بحوزة معطفي.

مسحت أدمعي وأبتلعت ريقي قبل أن أخطوا نحو غرفتنا بالأعلى وما كدت أكمل طريقي بالردهة حتى قابلني ريس الذي ركض ناحيتي بقلق.

- اللعنة أونمي أين كنتِ؟ ظننت أن مكروها قد أصابك.

ملامحه كانت تتجول على وجهي بحثا عن خطب لكن ملامحي الهادئة أمامه جعلته يرفع عيناه حيث خاصتي.

SIN.Where stories live. Discover now