سول

433 7 3
                                    

لازلت أتذكر أول يوم أنتقلت فيه لمدينة سول.
كان يوما عصيبا وشاقا..بالكاد نجحت في إيجاد شقة مشتركة للإيجار.
الفتاة التي تعرفت عليها صدفة كانت تريد فتاة ثالثة بالسكن.
هرعت لقبول العرض كون الإيجار لم يكن كبيرا ومناسبا لشخص حصل على عرض عمل لتوه.
حين دخلت الحي لأول مرة،علمت لما الإيجار رخيص...البناية جيدة لكنها في شارع مقفر بعض الشيء ولا أحد يفضل هكذا وضع سيما وأن سول بأكملها تحت سلطة المافيا ،ليس وكأننا سنكون بمأمن في حي أرقى.بل إن عقلي البسيط سوّل لي فكرة أن المكان الفقير لن يلفع إنتباه المافيا في شيء.
أتذكر رفض والداي لفكرة إنتقالي للعاصمة...معهما حق .كونهما يسمعان الأخبار عنها طوال الوقت لكنني لا يمكنني البقاء في القرية ...لابد من عمل أعيل به نفسي و أريح أهلي من مسوليتي ..لا حل ثان.
هناك عروض عمل جيدة والرواتب مغرية لكن المتقدمين قلة قليلة..فمن الذي يقبل أن يعيش في خطر.... أنا أفعل.
كنت أعود من العيادة كل يوم حوالي الساعة السادسة.
الشارع هادئ ولا مشاكل تذكر،ليس و كأنني غير قادرة عن الدفاع عن نفسي..والدي علمني بعض حركات الفنون القتالية...فتحت الباب لأجد من أحضرتني لهاذا المنزل جالسة
"مساء الخير سوزي..كيف حالك اليوم؟"
إبتسمت بلطف "أنا بخير روز..تحسنت كثيرا..أظن أنني سأكون قادرة على العودة للعمل غدا.."
همهمت لها
"جيد..تعلمي أن لا تقودي ثملة في المستقبل..توقفي عن اللحاق به  ..لن أكون حاظرة على الدوام يا متهورة".
أخرجت لسانها بعبث لتومئ
"حسنا أمي..يوجد طعام في الفرن إذا كنتي جائعة..شيء آخر شريكتك المعتوهة في السكن مغادرة"
إبتهجت ملامحي
"حقا؟!أخيرا سأتخلص من تلك الغريبة ،إلاهي سأنام بسلام من هنا فصاعدا..لا تبحثي لنا عن شريكة،سآخذ الغرفة لي"
اومأت سوزي بسعادة
"أعرف ...أعرف ..سنكون أنا وأنتي لوحدنا حبيبتي"
نظرت لها بٱشمأزاز كاذب
"توقفي عن كونك مثلية سوزي...لا أريد شبهات لو سمحتي"
ضحكت بصخب لأسير بعدها نحو الغرفة المشتركة وأغير ثيابي لشيء مريح .
كان يوما طويلا بحق و غدا يوم آخر أطول منه...أنتظر نهاية الأسبوع بفارغ الصبر حقا.
أنا لا أنكر أني أحب عملي لكنه مرهق أحيانا...لن أتذمر..فراتبي كبير مقارنة بوضيفتي..لذا أنا ممتنة...مضى على قدومي 6 أشهر و أنا سعيدة...لم يعترض طريقي أي معتوه .لم تحصل مشاكل...لحد الآن
***
الساعة الآن الرابعة..لم يعد هناك مرضى هنا...حتى أن الطبيب غادر باكرا. بقيت أنا في حال جاء أحد و موظفة الإستقبال في الخارج.
فجأة فتح الباب بهمجية  من قبل شخص ملثم يسند شخصا آخر أضخم منه صارخا
"أين الطبيب ...أي أحد يساعدنا بسرعة..إنه ينزف"
ركضت أنسة هاني التي في الإستقبال و حين رأت حالته عادت لي بسرعة لتطلب مني الحضور.
"آنسة روزي...هناك مصاب في الخارج..لكنه يبدو خطرا"
أسرعت نحو الخارج لاجد الرجلان يجلسان على الأرض كلاهما مغطى بالدماء...فهمت حينها مقصدها ..انهما من المافيا أكيد..ولا يجب العبث معهم..سأساعدهم و تنتهي.
"كيف يمكنني مساعدتك سيدي..."
رفع كلاهما بصرهما نحوي وأجاب الأصغر
"ماذا حسب رأيك .ساعديه إنه ينزف".
وقح..هذا واضح .قلبت عيناي متجاهلة إياه لأجلس أمام المصاب. كان لديه رصاصة على مستوى الكتف.
"مرحبا سيدي..أنا روزي الممرضة المسؤلة هنا..لا يوجد طبيب حاليا لذا أنا مظطرة لإزالة الرصاصة بنفسي.."
نظر لي رفيقه بقلق "ولكن الممرضات لا يستطعن فعلها..ستقتلينه يا هاذه"
بدأ صبري ينفذ
"إسمع يا هذا.أنت من أحضره للعيادة وليس أنا.صديقك نزف كثيرا..سيفقد وعيه عاجلا أم آجلا..إذا توقفت عن الهراء فسأحاول مساعدته و لكن إن رفضت أنت حر..لكنه لن يصمد لحين تصل لمستشفى ...القرار لكما"
تراجعت لكي أستقيم لكن يد الشخص المصاب منعتني..أومأ لي لأساعده.نظرت بٱنتصار لرفيقه الذي لعن تحت أنفاسه
"هيا إحمله معي للداخل..لا يمكنني إخراج رصاصة على الأرض"
نفذ ما طلبت و ساعدني في جعله يستلقي...كان قميه الأبيض أحمر كليا...لابد من الإسراع..
نزعت له قميصه و نظرت له و أومئ
ما إن وقعت عيناي على صدره حتى علق نفسي داخل حنجرتي...لديه جسم مثير بحق ..
أعادني سعاله للواقع فركزت في إخراج الرصاصة..لاكتشف أنهما إثنتان ...
حاولت ألا أؤذي كتفه أكثر .نظفت الجرح و عقمته و أخطته تحت أنينه المكتوم..
"أنا أخطته الآن يا سيد .لكنك يجب أن تهتم بتغيير الضمادة يوميا وإلا تعفن الجرح...سلامتك"
عندما مسح الدم من جسمه وبعض من وجهه بدت ملامحه مثالية...عندما رفع بصره نحوي لمحت كم أن عيناه مميزتان..كالتنين تماما،لنسميه عينا التنين ،شعرت بسرب من الفراشات في معدتي..إنه مجرم بحق الرب...أبعدت بصري عن و نظرت لزميله
"كنت لأعرض أن يبقى هنا لكن الوضع غير مناسب..خذه ليرتاح".إقترب الرجل الملثم و حمل رفيقه الذي غادر بصمت غير أن عيناه لم تفارقاني...لمحته يمسك ورقة ما بقوة بين يديه و ٱختفي كلاهما في سيارة سوداء فاخرة في جناح الليل...عدت يومها ببقع دم على معطفي الابيض ..لابد من غسله الآن ...رائع

The 912  // kim Namjoon*readerWhere stories live. Discover now