مصيرنا التعافي..أو التغافل

97 3 0
                                    

كنت محظوظة بإيجاد عمل كممرضة بعيادة صغيرة بالمنطقة..كالعادة الأجرة لا بأس بها.أنا سعيدة أني قررت الخروج من المنزل و البحث عن عمل ..تمضية الوقت بشيء مفيد أفضل.
سوف أقابل سوزي بعد العمل..أي بعد نصف ساعة من الآن.
غيرت ملابسي و سرت نحو المقهى الذي تواعدنا للقاء به بعيدا عن أنظار المعجبين و الكاميرات.إنه مقهى عجائز لن يفكر أحد بالمجيء لهنا.
طلبت قهوتي وبدأت أترشفها لحين دخولها و سيرها نحوي..إحتضنتني بقوة هامسة
"إلاهي ..أنا إشتقت لكي و للقائنا .لدي الكثير لأخبركي به لكنك تملكين أخبارا أهم.."
همهمت لها لأجلس و أجيب
"مالذي يجب أن أقوله بعد محادثتنا الهاتفية سوزي؟لم يتغير شيء.أنا أتماسك كالعادة أو ربما أتظاهر..المهم أن الأمر يساعد"
تنهدت سوزي بصوت عال
"أعلم أنه وغد لما فعله،لكني أظن أنه يحبكي..أعني لا يزال يلاحقكي..إستمعي إليه لربما تعذرينه"
رفعت حاجبي بٱستغراب
"إذا كنتي مقتنعة بما تقولينه،لما لا تمنحين جيمين فرصة..هو يلاحقكي أيضا..ألا يكفي أنه يتبعكي لكل مكان تذهبين إليه؟"
أغلقت عيناها لتجيبني
"الأمر مختلف روزي..نامجون لم يقتل طفلك بيديه على الأقل"
لأقاطعها أنا هاته المرة
"بل جيمين ليس متزوجا و أخبركي بما يحدث بحياته على الأقل"
صمت كلانا،كلانا كان يفكر بكل ماحدث،سحبت يدي داخل كفيها لتقول
"آسفة لأني لم أكن هنا حين إحتجتني،أشعر بأني ناكرة للجميل..فأنتي دعمتني حين كنت أنهار ولولا إلحاحكي لما صرت ما أنا عليه اليوم"
"لا..لم تقصري..أنا من أخفيت الأمر من البداية.على الأقل أنا جيدة بأمر التغافل حتى يأتي يوم للتعافي..لا حل آخر."
أمضينا بعض الوقت نتبادل الأخبار بصفة عامة لتوصلني بعدها لشقة تاي.
نزلت لتودعني فلمح كلانا جيمين خارجا من منزله،ما إن رأته حتى أسرعت بالعودة نحو سيارتها ليلحق بها..حملها على كتفه ليدخل بها سيارته،حاولت اللحاق بهما لكن تاي منعني.
"لا تتدخلي أرجوكي..جيمين يكاد يفقد عقله بسبب بعدها عنه لأكثر من أربعة أشهر،أرجوكي دعيه يحاول إصلاح الأمر هو يحبها"
ها أنا أشاهده يقود مبتعدا تحت صدمتي .
اللعنة!
سرت معه للداخل بينما أهدده
"إذا حاول أذيتها بأي طريقة سأحطم رأسك تاي..ما....أنت تمزح؟"
نظرت بصدمة للجالس أمامي بكل هدوء..ولكن بٱنكسار.
"أعلم أنه منزلك تاي ولكن مالذي يفعله أخوك هنا؟..أخبرني لأتأخر بالعودة كي لا يحدث هذا "
تاي لم يجبني بل ترك الإجابة لنامجون اللعين وسار نحو المطبخ قائلا"سأحضر شيئا لنأكله..لا تحطما شقتي لطفا"
خلعت حذائي وٱتجهت نحو غرفتي ليلحق بي السافل لأمنعه من إلاقتراب
"إياك و أن تظن بأنك تقدر على فعل شيء أو حتى إخافتي بعد الآن سيد كيم..أنا لم أعد حمقاء...غادر"تجاهل كلامي ليديرني نحوه حين قررت مواصلة السير
"ألا يحق لي التبرير ؟أعلم أن الأمر جلل،لكن لدي تفسير منطقي فلتستمعي إلي لط.."
تكلمت مقاطعة دون النظر له
"خدعتني..إستغليتني..و كذبت ثلاث مرات حين سألتك..قتلت طفلي..هل يمكنك إعادته لي؟"
لم يجبني و طقطق رأسه للأسفل بندم
"لا تستطيع صحيح؟لذا لن أسامحك ولن أستمع..للأسف ليس لدي شيء ضدك قد أستعمله لتهديدك.فكما ترى وثقت بك كالغبية ولم تكن رجلا كفاية لتكون محل ثقة.لكن إن لم تبتعد عني ..فسأرحل و لن تجدني مهما كلفت من أشخاص لملاحقتي"
قررت السير نحو غرفتي لكن كلامه أوقفني
"أحقا لا تحبينني بعد الآن؟"
رغبة بصفعه داهمتني لكني تمالكت نفسي قائلة
"ألا تخجل من التحدث عن الحب معي وأنت رجل متزوج؟..بل ولديك طفل..دعني منها هي..ألا تشعر بالأسى على إبنك ..هل أنت بلا ضمير هكذا ؟"
همس قائلا
"ليس الأمر كما تظنينه..لست أحبها هكذا حتى و.."
أوقفته قبل أن يبدأ كلامه بالتأثير علي
"لا أكترث سيد لعنة كيم!ألم تخترها وتتزوجها؟ربما لم تخترها وأجبرت..ولكنك أب لطفل..إن كنت لا تحبها وليس كماأظن..لما لم تخبرني سابقا؟؟انت كاذب..والكاذب لا يستحق الثقة..هناك مثل يقول :غششتني مرة فعار عليك،غششتني مرتين فعار علي أنا..أنت رجل متلاعب وسام،لاغفر لك الله و لا سامحك"
تركته لأسرع نحو الغرفة لأغلقها وأسمح لدموعي بالنزول
"ماكان عليك أن تحبيه يا غبية"

The 912  // kim Namjoon*readerWhere stories live. Discover now