قط و فأر

127 3 0
                                    

لم يدم إنتظاري طويلا،هاهو يدق الباب و يدخل بهيئته المخيفة،ليسير نحوي ،سمح لنفسه بالجلوس أمامي.لم أكلف نفسي عناء النظر له."أرجو أن المنزل أعجبكي،غرفتك خاصة،حاولت أن يكون المكان مريحا لكي قدر الإمكان"
"لو لم أكن أعلم لصدقت أن رأيي ذو أهمية بحق"
"ألا تظنين أنه من غير اللائق التحدث مع الأشخاص دون النظر لهم؟"
رغبتي بقلب عيناي تغلبت علي لأنظر نحوه بكل بساطة
"وهل من اللائق إجبار الناس سيد كيم؟"
رفع حاجبه بٱستمتاع
"أرى أنكي في مزاج سيء حتى بعد الحمام الدافئ،أنا لم أجبركي على شيء بعد،كل ما في الأمر أني .."
قاطعته بصوت عال
"كل ما في الأمر أنك هددتني بشكل صريح سيد كيم!"
لابد أن صوتي عال جدا حتى ينظر لي بصدمة لثوان ثم يعيد نفس الملامح الهادئة
"ما رأيك بأن تبدئي أولا بإخفاض صوتك أمامي..تكلمي بشكل حضاري قطتي"
لا بد أنه معتوه بحق
"بشكل حضاري؟معك حق ..فأنت تتصرف بشكل حضاري ملفت..أعني هل هناك تحضر أكثر من الملاحقة والتجسس ..من تهديد الناس من حولي و منعي من إيجاد مكان أعيش فيه؟لا يوجد صحيح؟ كيف لك بأن تكون بلا مبالات هكذا؟كيف لشخص أن يكون بلا مراعات و شفقة هكذا؟"
بصره كان علي طوال هذياني بكل شيء دون توقف وهذا ما فعلته ..لم أتوقف
"من الذي أعطاك الحق بأن تكون أناني هكذا؟ليس كل  ما يتمناه المرء يأخذه،ليس الناس أشياء لتحاول الحصول عليهم بأي طريقة،ولا من الشهامة إستعمال سلطتك ضد من أضعف منك "
"لقد رغبت بشيء واحد و هو أنتي،أين الخطء في محاولتي الحصول عليكي وعلى مشاعركي؟"
"توقف عن نعتي بالشيء أنا لست شيئا أيها المعتوه،أنا إنسان لعين كل خطأه أنه قابلك.ولنوضح شيئا ..أنت لم تحصل علي ولن تحصل علي..لن تنال مني شيئا سوى التجاهل و البرود أعدك..وأما عن مشاعري فهي لن تميل لك مهما هددتني"
لاح الغضب بعينيه وٱحمرتا لكنه لم يفعل شيئا،ليس و كأنني أكترث،لم أبعد عيناي اللتان تحملان الكره عنه.
تمتم تحت أنفاسه شيئا لأرفع حاجبي ببلاهة فٱستغل شرودي بشفتيه ليهجم و يقبلني بكل قسوة.
لم أستطع التحرك من الصدمة ولم أفعل إلا بعد ثوان لأحاول دفعه عني بكل قوتي،وأنتهى بي الأمر أضرب كتفه بقوة لٱختناقي.
فٱبتعد قليلا لينظر نحوي
"كل ما أرغب به أحصل عليه روز..و ستستسلمين لا محالة..بل و ستابدليني كما أرغب..حينها سأذكركي قطتي...إذهبي للنوم قبل أن أفقد السيطرة و أضاجعك هنا..لدينا الكثير للحديث بشأنه غدا"
لم أثبت بل هرعت نحو الفراش و أختبأت تحت أغطيته ،بضع ثوان ليغلق الباب و يقفل النور.
من الرهبة لم أفتح عيناي وذهبت لنوم عميق.
****
أفقت بجسد أقل إرهاقا ولكن بألم رأس قاتل،كل البكاء ليلة البارحة و الجوع أيضا فأنا لم آكل شيئا طوال اليوم.
إتجهت نحو الحمام لأنتعش قليلا و خرجت من الغرفة باحثة عن المطبخ ،أحتاج كوب قهوة أولا.
نفس الفتاتان كانتا واقفتان بجانب الطاولة الكبيرة بينما السيد كيم يجلس مع بارك الذي يتناول قهوة بكل هدوء،كاد يقول شيئا لكني رفعتي كفي بوجهه
"إياك بارك..لست في مزاج يسمح"
ضحك ليقول
"كنت سأقول صباح الخير لكي"
"ومن أين سيأتي الخير ؟إبتعد أحتاج لقهوة قبل أن أقتل أحدا"
رفع يداه بٱستسلام و أكملت تجاهلي للسيد كيم الذي لم يعلق على تصرفي بعد.
بادرت الفتاتان باللحاق بي لكني منعتهما
"لا داعي رجاءا..إبقيا مع سيدكما العزيز..شكرا"
نظرتا نحوه فأشار بأن ترحلا ليتكلم بنبرة متسلطة
"لما مزاجك حاد منذ الصباح قطتي،توقعت أن أرى إبتسامة من أجلي و حتى قبلة صباحية"
"في أحلامك أيها الهمجي"
شخر بارك بضحكة عالية لأسير نحو المطبخ وأجد رجلا يقف أمام الغاز يطهو شيئا ما.
كان طويلا كذاك الهمجي و لكنه بدى هادئا و مسالما.
رفع بصره نحوي ليبتسم بخفوت،لديه وجه وسيم بحق،وجدت نفسي أنحني بآحترام .لابد أنه الطاهي.
"مرحبا سيدي الطاهي،هلا سمحت لي...أريد تناول القهوة؟"
نظر بٱستغراب بادئ الأمر ثم اومئ ليسحب فنجانا لي و بادرت بسكب القهوة لي،بينما هو واصل تحضير البيض ،سحب طبقا بينما ينظر نحوي
"متى ٱنتقلتي هنا؟"
"البارحة"
"هل أنتي حبيبته؟"
شرقت بالقهوة و ليقدم لي منديلا
"شكرا..من؟ ذاك الهمجي؟مستحيل..لقد جرني إجبارا لهنا..يظن أن الناس ألعاب...لا يهم"
قدم لي طبق البيض مع الخبز و الجبن
"أنت ذات مزاج حاد منذ الصباح..لا بد من أنه أزعجك بحق،تناولي شيئا لتشعري بتحسن"
إبتسمت له
"أنت طباخ لطيف..شكرا لك.."
"لطيف فقط؟"سألني بمرح
"ووسيم أيضا للأمانة...وتجيد الطبخ كذلك..هل يكفي؟"
قهقه ليومئ بنعم،سار نحو خزانة ليسحب أقراص دواء.

نظرت بآستغراب نحوه
"عيناكي منتفختان،لابد أنكي بكيتي كثيرا ليلة البارحة،تناوليهما حتى يتوقف ألم الرأس"
شعرت بالإحراج ليقهقه بلطف
"إلاهي أنتي لطيفة بحق..بت أفهم لما هو متعلق بكي"
لم أفهم مالذي يرمي أليه ،لكنه حمل فنجان قهوته ليسير فأوقفته
"معذرة سيدي الطباخ ولكن لما سترحل...؟"
"إن الطباخ الوسيم يمتلك أعمالا أخرى للقيام بها..لكننا سنلتقي مجددا..لا تخافي من الهمجي..لن يؤذيكي"
غادر ليتركني بمفردي أتناول الطعام لحين دخلت لارا
"أنسة روز..السيد كيم ينتظرك بمكتبه"


The 912  // kim Namjoon*readerWhere stories live. Discover now