يوم عصيب

170 3 0
                                    

الحمد لله أن الليلة إنقضت دون مشاكل..عدى خوفي و توتري طبعا.
نمت بصعوبة ليلتها ولحسن الحظ اليوم إجازة وطنية .قررت أن أتقاعس قليلا وأنام أكثر.أفقت حوالي الساعة الحادية عشر.لم يكن هناك الكثير من الأغراض في المنزل فقررت الخروج للتبضع.لم تستفق سوزي من النوم بعد تركت لها ورقة مكتوبة حتى لا تقلق و خرجت .
المحل غير بعيد عن البناية..مسافة سير بسيطة.. كان الجو صافي ولطيف.
إستمتعت بالسير و همهت أغاني المفضلة...أحب الغناء و أجيده..لكني لا أرى نفسي مغنية...أقصد كعمل..إنه مرهق.
أشتريت أغراض تكفي لأسبوع أو ربما أكثر.وسرت نحو المنزل. بهدوء . فجأة شعرت بأن أحدهم يسير خلفي تماما..
إقشعر بدني و ٱنتبهت إستعدادا للدفاع عن نفسي لو هاجمني أحد.
من يسير خلفي تجاوزني و مر أمامي بسرعة...لا بد من أنه مستعجل.ضحكت على ظنوني و أكملت طريقي .غير عالمة بما ينتظرني بالمنزل....

*****
كان الموقف أمام العمارة مليئا بالسيارات على غير العادة..غريب!
دخلت لأصعد بالدرج نحو الشقة،كان الباب مفتوحا و حارسان يقفان أمامه.
تجمد الدم بعروقي و خفت..ترددت بالتقدم لكن وقت التراجع قد فات،لأنهما لمحاني..وأحدهما كان نفس الحارس منذ ليلة البارحة.
أخذت نفسا قويا و سرت نحوه ليشير بأن أدخل،ماإن دخلت حتى أغلق الباب ،لأجد نفسي أنظر لشخص غريب يجلس على الأريكة المقابلة لسوزي التي تبدو متوترة.يبدو أنها أفاقت من ثمالتها كون الحبوب إختفت والكأس فارغ،بل يوجد كوب قهوة أمامها...مالذي يحدث؟
الشخص كان وسيما بحق لكنه يبدو خطيرا..انه الأحمق الذي تلاحقه..لقد أرتني صورته..لم تكن واضحة جدا لكنني أحفظ و أتذكر ما أراه عندما أركز.
لم يقل لي كلمة بل أشار بيده أن  أسير نحو غرفتي و فعلت.ظننته يريد بعض الخصوصية معها..لكن ظني خاب حين وجدت رجلا آخر يجلس على فراشي..و يعبث بعطري.
تكلم دون أن ينظر لي
"ما رأيك بوضع الأكياس أرضا روزي الممرضة؟"
لم يتطلب مني الأمر ثانية حتى تركتهم أرضا،نظرت حوله لأتثبت إن كان يحمل سلاحا أم لا و لكنني لم أستطع التأكد..صمته يربكني فقلت
"لا أقصد الإهانة أيها السيد ولكن من أنت..لا بل مالذي تظن أنك تفعله في منزلي؟؟"
رش العطر في الهواء و ٱستنشقه ليهمهم
ثم إستقام ليقترب مني..حينها إكتشفت كم أنه أضخم مني..بدوت كالقط أمامه،وقف أمام وجهي بكل ثبات حينها تسنى لي تذكر العينان..."عينا التنين "
لم أنتبه أنني قلت بصوت مسموع ليرفع حاجبه بٱستمتاع
"حقا؟ لم أكن أعلم يا قطة....البارحة متوحشة و الآن لطيفة..مزاجية القطط هاته أحبها"
كلمة القطة جعلتني أتذكر الورقة..اللعنة إنه رجل النادي..إنه نفس الرجل الذي أتى للعيادة!!"
توسع عيناي جعله يدرك أنني ربطت الأحداث ليقهقه
"جيد أنكي وفرتي علي عناء الشرح...و الآن ياقطة..أمامك عشر دقائق وتكونين جاهزة.."
نظرت له بحيرة
"جاهزة لما بالضبط؟"
قال دون أن يرف له جفن "للغداء معي طبعا..هل ستذهبين بموعد مع حبيبك بملابس المنزل مثلا؟أنا رجل معروف و يجب أن أحافظ على سمعتي بين الناس أوليس ؟"
هل فقد عقله؟لا..هو بالتأكيد مجنون..حملقت به بدهشة
"هل أنت بخير سيدي..لابد من أنك مخطئ لست حبيبتك ..سوء تفاهم على ما يبدو لذا إعذرني لدي أعمال منزلية تنتظرني"
"لديك ثمان دقائق لتكوني جاهزة روز...لن أعيد كلامي مرة أخرى لأن المتهورة في الخارج ستدفع الثمن بكل سرور"هسهس بكلامه أمام وجهي بكل برود ثم خرج..
لم أكن أعلم أني كنت أحبس أنفاسي حتى خرج.
دخلت سوزي بوجه أصفر لتجدني متجمدة في مكاني.
إقتربت مني لتقول بصوت مهزوز
"أعتذر روزي ..أنتي في هذا الموقف بسببي..لا أعلم كيف ورطتك معي ..لكن إذهبي معه في موعد..كوني مملة وسيتخلى عن الفكرة نهائيا"
نظرت نحوها بغضب لكني كبحت نفسي
"أنظري أين أوصلنا تهورك.. لا بد من أنكي سعيدة أن حبيبك هنا ..أنتي تعلمين أنه سيتسلى و يرميك كما ينوي صديقه..لذا شكرا لكي.. الآن أخرجي لأغير ثيابي لأني مجبرة على الخروج معه"
انها فقط البداية..بت أعلم هذا الآن

The 912  // kim Namjoon*readerWhere stories live. Discover now