قرار

59 3 0
                                    

بعد ثلاثة أشهر
"كيف حالها يا دكتور ؟"
"إن وضعها مستقر لكنها لم تستفق الغيبوبة بعد....علينا الإنتظار،الإصابة كانت قريبة جدا من القلب،المعجزات تحدث فلا تفقدي الأمل،ولكن أنتي عليكي بالراحة حتى تقاومي"
وجهت نظري نحو غرفة الإنعاش وأنا أراقب جسدها الممدد بدون حركة.
إلاهي بما ورطت نفسي؟عدت لأجلس بجانب غرفتها لعل المعجزة تحدث.
كنت جالسة حين وضع تاي يده على كتفي...عرفته من بده الرقيقة.تاي صار رفيقي الوحيد منذ ما حدث.
لو أرى نامجون بعدها قط..لقد إختفى هو و لم أسأل عنه أنا.
لا هو جاهز لمقابلتي ولا أنا كذالك.
كل ما حدث كان بسبب علاقتي غير المشروعة به،أظن أن الله يعاقبني على ما فعلت .
"هل أقترح شيئا عليكي وتقتنعي بكلامي؟"
"مالأمر تاي ؟"
"تصالحا و تزوجا روز..إذا إستمريتما بالبعد عن بعضكما البعض،فمالذي قد يكون فائدة كل ما حدث..أرجوكي تكلمي معه "
كنت أستمع له دون أن أقول شيئا...لحين تكلمت آريا من خلفه
"أرجوكي كوني معه...فمنذ مات والدك  تطلقنا..وهو لا يتكلم مع أحد ولا يفعل شيئا .."
تسارع نبضات قلبي..إلاهي أنا لازلت أحبه ولكن ماذا أفعل بكل ما حدث...والدي مات وهو غاضب مني بسبب نامجون...لكنهما لم يعرفا نامجون الذي أعرفه أنا..إنه يحبني ومن لا يرغب بتزويج إبنته لرجل يحبها؟
إلتفت نحوهما قائلة
"أنا تائهة ولا أعلم مالذي علي فعله"
****
نامجون كان يغرق في كآبته...كلما إمتدت يده نحو طريق السعادة يتأذى أحد.
منذ ثلاثة اشهر وهو لا يغادر شقته..أهمل أعماله لتقع على عاتق جين وتاي.
لم تفارق صورتها وهي تبكي أمام جثة والدها خياله،كلما تذكر الموضوع يحدث نفسه انه من قتله...لولاه لما خربت حياتها..هو لايستحق إمراة صالحة مثلها.
لا شيطان يستحق ملاكا...ولأنه شيطان كان يطمع بالحصول عليها حتى بعد كل ماحدث ولكنه عاجز من أين يبدء
...ثوان وسمع أحدا يدق باب المنزل بقوة...سحب قدميه بثقل نحو الباب وفتحه ليجد جين أمام الباب.
"مرحبا نامجون....هل ستستمر خلوتك أكثر "
قلب نامجون عينيه بضجر
"مالذي تريده جين"
أشار جين له بإصبعه بشكل جدي
"إنها جين  هيونغ أيها العاق"
تنهد نامجون بقوة وخاطب أخاه "أعتذر هيونغ،أنا فقط ...المهم مالذي أنى بك إلى هنا "
جلس جين قائلا
"أظن أن الوقت حان لتكون رجلا و تتزوج حالا,هذا الوضع لا يعجبني ولست مرتاحا لكل هاته السلبية "
صعق نامجون من كلام أخيه  ليقول دون تردد
"هل فقدت عقلك أخي؟هل تظنني قد أرغب بهكذا شيء في ظل ما يحدث ،بل غير روزي لن أتزوج ..."
"وهذا ما أقصده نامجون...حاولنا التكلم معها لكنني إكتشفت أنها عنيدة وتكابر رغب حبها لك,بل يا ليتها كانت ذات عقل يعمل لأجادله و بما أنني لا أمتلك الصبر على الهراء إذهب و أدخل بعض المنطق بعقلها السميك أو قم بخطفها ،لا أهتم"
إبتسم نامجون بمرارة
"هل تظنها ستسامحني هيونغ؟"
إستقام جين و قال
"بل أنا واثق...هيا بنا،يكفي ما أضعتماه من وقت"
......
يوم آخر يمضي وأنا جالسة بقاعة الإنتظار أريد أن أسمع أخبارا مفرحة...إلاهي فلتستعد وعيها أرجوك.
سمعت خطوات قادمة بإتجاهي....ولم أكلف نفسي عناء الإلتفات ،ظننت أنه تاي
"تاي؟لما عدت بهاته السرعة؟ألا تمتلك عملا؟"
لم أسمع إجابة فٱستدرت لأجد نفسي أمامه،كم بدى شكله مرهقا،غريب حين رأيته أول مرة كان متماسكا و ذو هالة قوية...
همست مرحبا و عدت لأجلس مكاني متهربة من مواجهته.
جلس بجانبي ليرحب أيضا و يبقى صامتا لبرهة
"حين رأيتكي أول مرة،أعجبت بشجاعتك وأنتي تواجهين  جونغكوك..ومن ثم كنت أكثر شراسة وأنتي تحاولين حماية صديقتكي المتهورة.كم بدوتي مختلفة بنظري..شعرت بأنكي الشخص تلذي أحتاجه بحياتي..شخص لن يخاف من مناقشتي و التكلم معي بحرية كأنني شخص عادي و لست سيد هاته المدينة.ذالك الإعجاب بات تعلقا ثم تعودا وإنتهى حبا..أحببتك حد الجنون،صرت لا أرغب سوى أن تحبيني و أن نعيش بسعادة كأي ثنائي،رغم معرفتي بنوع الحياة التي إخترتها...أبدو أنانيا صحيح؟نعم أعترف أنا أناني و لازلت أرغب بإنجاح الأمر بيننا قطتي،أرجوكي إسمحي لي بأن أتزوجكي..أرجوكي روز..انا.."
وضعت يدي على ذراعه دون أن أنظر له
"أتعلم؟أي فتاة كانت لترغب بالزواج برجل يحبها وتحبه،وأنا منهن،رغم كل شيء أنت رجل يستحق الحب نامجون ،أرغب بأن أتزوجك ولكن ماذا عن أمي؟ماذا لو إستفاقت ووجدتني معك؟هل ستسامحني؟"
سحبني و رفع بصري نحوه
"ستسامحكي،أوتعلمين لما؟لأنها سترى كم سأجعلكي سعيدة،كم أسأدللكي و أغمركي بحبي،كيف سأحميكي و أهتم بكي كأنكي طفلتي.. وكيف أن زواجي السابق كان مساعدة لصديقة و حسب"
دموعي تساقطت غزيرة بينما هو يربت على كتفي،لم أجد ما أقوله سوى كلمتين"أنا موافقة"
****
مرت ستة أشهر منذ زواجي بنامجون وهانحن نعيش بمنزلنا السعيد،نامجون وفى بكل وعوده،إنه يسعدني و يدللني كثيرا،إنه لا يدخر جهدا ليعوضني وقد عوضني الإله بطفل..أجل أنا حامل في الرابع..إكتشفنا الحمل منذ فترة وبعد أيام سنكتشف جنس المولود و نحن متحمسان.
تاي قرر العودة ليكمل مسيرته الفنية ..يبدو أن هاته الحياة لا تناسبه ،أما جين فهو يعمل بجد كعادته و يطهو لي الطعام أحيانا،لازلت أذهب لزيارة أمي كل يوم وقبر أبي كل أحد...أطلب منه أن يسامحني.
موعدنا اليوم صار بشكل جيد مع الطبيبة...لقد أخبرتنا بأنني حامل بولد ...لا يمكنكم تخيل سعادة نامجون..كان يبكي كالطفل أمام الطبيبة المسكينة...
كنا بطريقنا نحو المنزل حين وردنا إتصال من المشفى،رد نامجون لأني كنت أحاول الإسترخاء ..
قبض نامجون على يدي لأسمعه يقول ...."شكرا جون... سنأتي بالتأكيد"
فتحت عيني لأقول بتوتر
"م..مالذي حدث نامجون"
رمقني بهدوء ليقول
"إنها أمك..لقد بدأت تستيقظ حبيبتي..."

            -النهاية-

The 912  // kim Namjoon*readerWhere stories live. Discover now