شروطه

128 3 0
                                    

طرقت الباب لأدخل بعدها دون إنتظار رده.
كان يحمل كتابا بيده اليمنى و فنجانا بيده اليسرى،إلاهي يبدو كشخصية خيالية و ها أنا للمرة المليون أحدق به و أقول لنفسي.."لو أنه لم يكن همجي متوحش لكنت وقعت في حب ما أراه الآن"
صفعت نفسي داخليا عندما وجدته يحدق بي وٱبتسامة ماكرة تعلو شفتيه
"هل تتم مضاجعتي داخل عقلك قطتي؟"
لا أعلم لما لا أتوقف عن إحراج نفسي...لابد أن وجهي صار أحمر بسبب الأحراج.
سرت لأقف أمامه مغيرة الموضوع
"قلت أنك ترغب بالحديث معي..هات ما عندك..رغم أني واثقة أنه لن يعجبني مطلقا."
أشار بيده أن أجلس ففعلت بكل بساطة.تنهد يضع الفنجان بروية و يجمع كفيه تحت ذقنه و يتكلم بكل هدوء
"أنتي الآن في ضيافتي..وتحت حمايتي أيضا..سأحرص على توفير كل ما تحتاجينه لتشعري بالراحة و الأمان. لن يجرء أحدا على المساس بكي مهما حاولوا لذا كوني مطمئنة.ما أطلبه بسيط..الإستماع لما أطلبه منكي..كوني أعلم جيدا ما أفعل..ناقشيني بما تريدين إلا بما يخص السلامة و الأمور التي أفهم بها أكثر منكي"
ضحت ساخرة غادرت فمي دون وعي مني
"أعتذر عن الضحك بينما أنت تتكلم بما يبدو أنه أمر جدي..لكن لا بد أنك تمزح..أنا لست حمقاء حتى لا أفهم مالذي ترمي إليه كيم نامجون.أنت تحاول أن تخبرني بطريقة لبقة أنني أصبحت سجينة لأجل غير مسمى،وأنه علي طاعتك دون نقاش..لم يبقى سوى أن تطلب مني أن أترك عملي وأعيش تحت رحمة شفقتك علي"
رفع حاجبه و أعاد ظهره للخلف لينظر لي بعيون التنين تلك
"أنتي لستي سجينة لي روزي،ليس بعد على الأقل ها أنتي تتجولين داخل المكان بحرية،تعريفي للسجن غير تعريفك له،أحب أن تبقى الأشياء التي أريدها تحت أنفي مباشرة حتى أتمكن من السيطرة على الموقف لو ساءت الأمور، ملفت أنكي قررتي مناداتي بٱسمي الكامل أخيرا..إنه تحسن ملحوظ."
تركت كل ماقاله و ركزت على كلمة اشياء ،إنه مستفز لعين بحق
"هل تتكلم الكورية أم تعاني من مشكلة في السمع سيد كيم؟،توقفت عن نعتي بالشيء،إنه مهين بحق.أنا شخص مثلك تماما،رغم أني أشك أنك تعلم معني الكلمة.لست طفلة لتضطر لحمايتي،أنا أعلم كيف أحمي نفسي.ولأكون صريحة..أعلم مانوع المصائب التي تتكلم عنها،لن أستغرب إذا وجدت نفسي ملاحقة من قبل أحد أعدائك،إذا كنت أنت همجيا هكذا،لا عجب أنهم سيكونون مجانين أكثر منك. لذا من العدل أن أقول أنك من ورطتني بكل بساطة وبات من الصعب العيش بسلام بفضلك".
لعق شفتيه بٱغراء مما جعلني أنظر بعيدا عنه
"هل تنوين نعتي بالهمجي للأبد؟بما أنكي ذكية لتعلمي أن حياتك باتت بخطر ،فٱستمري بكونكي ذكية وٱستمعي لي حينما أطلب منكي شيئا،لا أعلم كيف علمو بأمرك بهاته السرعة ولكن لن تكوني حرة حتى نعلم من المخبر الذي أوصل الخبر لهم..آه شيىء آخر..أخبريني بجدول عملكي حتى أوفر لكي سيارة و حراس يوصلونكي ..غير العمل لن تذهبي لمكان،واضح قطتي؟"
لا هذا كثير بحق..من يظن نفسه؟
"هل أتنفس كيم نامجون أو أنتظر أن تسمح لي؟ما رأيك أن استشيرك قبل أن أشرب الماء أو أستعمل الحمام؟"
إبتسم بآتساع
"عزيزتي المطيعة..لا لا..لستي بحاجة لسؤالي لمثل تلك الأمور،أحب أنكي تحاولين إرضاءي بجد .تعالي لأعطيكي مكافئة"
فعليا فتح ذراعيه كما لو أنني سأفعل حقا..ألم أقل انه معتوه!
نظرت له ببرود..قبل أن استدير لأغادر
"يمكنك أن تأمر كما تريد ..وأنا سأفعل ما أريد..آه شيء آخر..أريد جاكسون أن يكون مرافقي..لا أثق بأي منكم سواه..شكرا على النقاش البناء سيد كيم"
كان لساني يقطر سما بكل كلمة قلتها،وأظنه أدرك مقصدي،قبل أن أصل للباب سألني
"لما جاكسون؟هل يجب أن أشك به الآن؟"
أجبته دون أن أنظر لوجهه
"لا شأن لي بأفكارك القذرة..عكرت مزاجي كفاية"
صفعت الباب بكل قوتي،حتى أزعجه أكثر ..لعين
بينما أسير نحو المطبخ لأحصل على الماء إعترض طريقي جاكسون صاعدا لمكتب الهمجي.
"مالذي أقحمتني به يا ممرضة؟"
"قال يريد حبسي و إجباري على إتباع أوامره.وأنه يجب أن اخضع للحراسة.قلت أريد جاكسون..لا أحد غيره.لابد أنه يريد التكلم معك "
ضحك جاكسون بٱستسلام
"هل تحاولين جعلي هدفا له ام ماذا ؟"
"لن يجرء على لمسك..يعلم أنك الشخص الوحيد الذي أثق به"
صفع جبهتي ببعض القوة
"هذا تماما ما يقلقني .إتصلي بالشرطة إذا تأخرت"
قال مازحا لاومىء له.
اكملت طريقي نحو المطيخ لأجد إحدى الخادمات تنظف شيء ما و الطباخ اللطيف هناك.
إقتربت لأجده يصنع المعكرونة و يتكلم بلغة أجنبية في الهاتف..بدت إيطالية او ربما يونانية..لا أعلم. هل الجميع هنا أجنبي أم ماذا؟
ما إن رآني حتى غمز و أشار بأن أقترب ففعلت .وقفت قربه حتى أنهى مكالمته.
"هانحن نلتقي مجددا يا لطيفة،مالذي أتى بكي...؟"
رفعت كتفي "أشعر بالملل ولا عمل لي اليوم.سيدي الطباخ الوسيم"
همهم بتفهم حين لفت إنتباهي وجه الخادمة المصدوم،هل تراني قلت شيئا خطء أم هو حبيبها؟
قبل أن أقول شيءا كانت قد أومأت برأسها للسيد الطباخ و غادرت."هل أزعجتها بكلامي؟إلاهي لاتقل أنكما حبيبان وهي ضنت أني أتودد إليك؟"
ضحك هو بصوت عال ليسير نحو الحوض و يغسل يده و يجففها بورق المطبخ قبل أن يسير نحوي.
سحبني نحو الكرسي و أجلسني عليه ،وقف بين ساقاي و لمس خدي
"أنت ذات خيال برىء و شاسع،لطيفة بحق.كارلا ليست حبيبتي مطلقا وهي صدمت لسبب آخر غير مهم حاليا،ستعلمين في الوقت الناسب،أما الآن كوني مساعدتي لتكسري الملل..مارأيكي؟"
همهمت له دون أن أركز ليسحبني معه نحو الغاز .
أمضيت معه بعض الوقت وكان ممتعا،أخبرني بنكات سخيفة لكنها لم تفشل في إضحاكي ،كانت الدموع تنساب من طرف عيني بسبب الضحك،توقف الطباخ جين ليمسح دموعي بطرف المنديل .
جلسنا نتناول ما حظرناه في المطبخ كنت أجلس على حافة الرخام وطبقي بيدي بينما كان هو يقف بجانبي ممسكا بطبقه.
دخل الهمجي بينما يسير خلفه جاكسون،الذي نظر نحوي و نحو جين الطباخ برعب ثم أنحنى له بٱحترام
"مالذي يحدث هنا هيونغ..هل بت تأكل لوحدك دون إشراكي في التذوق؟"
هيونغ؟هل الهمجي ينعت الطباخ بأخيه كونه أكبر منه؟
"لا داعي للتذمر نامجون،يمكنك أن تأكل لوحدك.. لست طفلا حتى تحتاج مرافقتي..ليس وكأنك تمضي معي وقتا طويلا،وجدت بديلا صغيرا و جميلا بدلا عنك"
قال هذا ليقرص خدي،مما جعلني أخجل.
تنهد الهمجي قبل أن أقول شيئا
" لم أكن أعلم أن السيد كيم سوكجين قادر على إيجاد بديل لي.."
قال ذالك وهو يتقدم ليسحب من يدي الطبق و يبدء بالأكل منه تحت أنظار الجميع،كنت مصدومة لمعرفة أن من كنت أنعته بالطباخ هو فعليا الإبن البكر لعائلة كيم.لا أصدق أني كنت ألعن أخاه أمامه!
فهمت لما شعر جاكسون بالرعب حين رآه،لابد أنه أقسى من أخيه.
شعرت بقبلة رطبة على خدي لأنظر للهمجي الذي يبتسم إبتسامة كاذبة،لابد من أنه غاضب لأمر ما
"الباستا لذيذة قطتي الجميلة..سأحرص أن تحظريها لأجلي دائما..هيا جاكسون"
تراجع واضعا الطبق داخل الحوض قبل أن ينظر لأخيه نظرة ثاقبة وغادر مسرعا.
نظرت نحو من ضحك بجانبي و ساعدني في النزول.
وقفت أمامه لأنحني بأدب
"آسفة سيد كيم،لم أكن أعلم..إلاهي أشعر بالخجل لتجاوز الحدود معك..أ.."
"مبدئيا لاداعي للخوف مني..أنا لا آكل الناس،ثانيا أنا مستمتع بكل تجاوزاتك معي..إياكي و أن تتغيري لمجرد أنكي إكتشفتي أني أخ الهمجي .ذاك الأحمق لا يعلم مالذي يفعله حينما تتغلب مشاعره عليه،لذا لا تخافي منه،أنا هنا..همم"
شعرت بالراحة لدعمه لي..لكن لم أنسى منظر الهمجي الغاضب.

The 912  // kim Namjoon*readerWhere stories live. Discover now