٢٥ | بوادر طمس الكيوبيد |

6K 527 265
                                    


جسدي ثقيل.. أشعر بتلك الأيادي تسحبني بدرجة متوسطة للخلف، بعض الاختناق يتموقع على مستوى صدري، ولكن الأمور ليست بذلك السوء كما كانت قبلا.. لا توجد الدماء، يوجد وجه آوغان فقط ونظراته النارية الموجهة نحوي، صراخه، تعنيفه. كثير من تلك المشاهد تعود لذهني فتدفعني لتزفير أنفاسي بحدة، كتم شهقاتي والغرق في تشوش أكبر.

لما لا أقدر على التخلص من تلك السلاسل رغم أنني حاولت التعافي؟ هل صدمات طفولتنا محفورة على جبيننا وستبقى مرافقة لنا كظلنا ولن ترحل إلا عند موعد النهاية؟

وإن تفاقمت تلك الكوابيس هل من حقنا تقديم موعد النهاية؟

فتحت عيناي أخيرا، وأخذت نفسا عميقا أنظر للحائط الذي يقابلني وأستمع للأصوات التي خلفي. كانت مكتومة ولكن مع عودة وعي لأرض الواقع اقشعر جسدي لحظة تعرفي على المتحدث.

«لماذا تستمر في عصياني ديلان؟ أنت هكذا تتصرف بشكل سيء يدفعني لعدم التعرف على الفتى الذي قمت بتربيته والسهر عليه. وأيضا في غرفتي؟»

ليسا، المرأة الحديدية، الوحش المخيف بالنسبة لي وكارهة آمور من الدرجة الأولى. أظن أنها تتسابق مع آورورا حول موضوع: من يمقت آمور أكثر.

«ولكن ماما أنا لم أقم بشيء خاطئ!» ديلان تذمر بنبرة خافتة، كانت ناعمة بعض شيء يجعلني فيها أُدرك مدى ضعفه أمام هذه المرأة. «تعلمين أنني لن أخرق المبادئ التي ربيتني عليها، وعلاقاتي لن تتطور لشيء يسيء لي أو لك، لا شيء سيحدث قبل الزواج بكل تأكيد ولكن هذا لا يمنعني أن أرغب في احتضان من أُحب وإبقائه قربي، نحن نمتلك قلوبا لينة وهذا ما يجعلنا بشرا، هذا الحب المحفور بداخلي هو الذي ربيتني عليه في لحظاتي المظلمة لأستمر.»

حسنا هذا الشاب طليق اللسان بطريقة معسولة وراقية، أتساءل أين كان يكتم كل هذا في بداية تعارفنا؛ ولكن يمكنني تذكر كل الاحمرار الذي يطغى عليه ويجعله يتكلم بالأيرلندية فقط حتى لا يفضح نفسه.

بذكر الأيرلندية.. ديلان يجيدها بطلاقة، وأصل والده من هناك. هذا شيء جديد أتذكره ولم أركز عليه.

«ألست صغيرا لتتحدث عن الزواج من الآن ديلان؟ صحيح أنني ربيتك على الحب ولكن لا يعني أن نتهور من أول تجربة ومن أول شخص علق في أذهاننا، أنت لا تزال في مرحلتك الثانوية وسوف تدخل للجامعة حتى تنفتح على آفاق أخرى، تنضج أكثر وتتعرف على من هم أرقى من هذا.» ردت ليسا وتعمدت خفض صوتها في نهاية حديثها، ويمكنني أن أقسم أنها تمسحني ب اشمئزاز حاليا لأنني أثير قرفها وغثيانها.

منذ متى وكان لها حق التقزز مني هكذا؟ ليس وكأنه تم دهسها كليا في المستشفى على يد آوغان...

«ماما! أ-» كان على وشك المعارضة، لكنها قاطعته. «أنا أقول أننا نكبر مع الوقت وعلينا السعي وراء النضج، ومع كل خطوة للأمام ومع زيادة وعينا نتمكن مراتٍ من اكتشاف حقيقة أن ليس كل شخص نريده هو من نحتاجه فعلا؛ علينا التفكير مليا مع هذه الأمور الحساسة وفتح أذهاننا جيدا؛ وهذه القاعدة تنطبق مع عدة جوانب من حياتنا.»

كاراميل Where stories live. Discover now