٣٨ | الحُلم والخِيار |

4.7K 710 688
                                    


لماذا قد يلحقني؟

«آمور...»

لهثت أكثر بينما أُحاول رفع جسدي، لا يمكنني مقابلته بهذا الشكل وهذه الوضعية ولكنني غير قادرة. أطرافي ترتعش والضعف ينتهشُ عظامي. دقات قلبي عالية وصاخبة مثل أغاني الروك المزعجة، أُريد التنفس.. أُريد الهواء!

لا أريد أن أبكي، أكره جسدي المنهك والهش هذا! شهقتي تسربت غصبا عني مُعلنةً فقدان السيطرة على دموعي.

كلما حاولتِ التحكم بها، كلما ازدادت.

تنفست مجددا أسحبُ الهواء لصدري بصعوبةٍ وحرارة جلدي لا تطاق.

«لا تزالين تعانين من نوبات الذُعر؟» رأيته ينحني نحوي، لا يتردد في وضع ركبتيه أرضا مقربا مني يده الملتحفة بقفازٍ خشن. سعلتُ مختنقةً في لعابي وعجزتُ عن التراجع للخلف كونه بدا أضخم عضليا مني رغم جلوسه وقد أثار فزعي، كُنت متوجسةً من لمسته ولكنه وضعها برفقٍ على كتفي قائلا بجديةٍ. «أغمضي عيناكِ وعددي أنفاسكِ، حاولي تذكر شيء يُشعركِ بالأمان.»

علي نزع ي-. عددي أنفاسك، عددي أنفاسك.. صحيح، تمارين التنفس، إيليت! علي التركيز، يا للهول، أنا فزعة من الموت. أغلقتُ عيناي بإحكامٍ محاولة تمالك رعشتي، صوت تنفسي العالي يزيد من ذعرِي ولكن حاولت بكل جهدٍ متبقٍ أن أقوم بعد أنفاسي، أجعلها أبطء وأعمق.

شيء يُشعرني بالأمان؟ شيء يُشعرني-شخص! ريكاردو يُثير خوفي أكثر، ولكن كان علي إقناع عقلي بوهمِ أن اليد التي تضغط على كتفي الآن ليست له، إنها لأماني.. ل-ديلان.

ولكن، هذه الرائحة العطرة والقوية ليست-. أشحتِ وجهي عنه نحو الجهة الأخرى أُكمل تخيل شكل ديلان بالقرب، هو يتنفس قربي، يدعمني.

«كل شيء سيكون بخير، آمور.» كل شيء سيكون بخير، كاراميل. هذا ما أريد سماعه، تخيلت أنني أرفع يدي، أُمسك قميصه.. أتمسكُ به، وأُكمل عدي أنفاسي وتنظيمها.

أريد مكانا آمنا وضيقا يحتويني، رفقة شخصٍ لا يُشعرني بهذا الكم من التهديد والخطر؛ حيث لا يُوجد التوعك والمرض... حيث يوجد هو فقط قُربي، يعتني بي.

يا إلهي، كيف انتهى بي في هذه النقطة؟ كيف انتهى بي كأوراق الخريف مرتعشة؟ يا إلهي، أين هي الأوقات الماضية التي اعتدتُ بها الانكسار بالزاوية المظلمة حيث لا توجد الأعين؟ ما الذي حدث؟ ما الذي حدث!

تنفسي آمور، شهيق وزفير. بعمقٍ، تنفسي. بِعمقٍ أُشعري بوجود كيانه الدافئ قربكِ، أقنعي عقلكِ بأنه ليس مجرد وهمٍ، هو ليس شبحا؛ هو الحقيقة المتجلية وسط الليالي وبين ثنايا الضباب.

زفرت أنفاسي للمرة الأخيرة مستشعرةً دقات قلبي التي غدت ألطف لا تُعنف قفصي صدري، تلك السُخونة تستبدل بعرقٍ بارد ومعها يُسيطر الخمول على جسدي بالكامل.. لا يمكنني المقاومة ضد هذه الحرب بهذه الوضعية رغم اعتيادي لأن جسدي منهك بسبب آرثر!

كاراميل Where stories live. Discover now