٥٦ | عمى المشاعر |

3.7K 409 1K
                                    

«أخبرني شيئاً عنك.»

«أنني أُحبكِ؟«

أردتُ التزفير بحدة ولكن أنفاسي خرجت مرتعشة؛ أزحتُ خصلاتي المبتلة عن نظري وحملتُ جسدي للأعلى بصعوبةٍ دافعةً إياه نحو جسده؛ أغطي حباة المطر المتساقطة فوقنا من السماء المظلمة وأراقب وجهه المبتل، الغارق؛ مثلما عيناه غارقتان بي.

«ديلان! أخبرني شيئًا آخر عنك!» أخبرته بخفوتٍ وأكاد أستسلم؛ نبرتي ترتعش أكثر وأظنني أخسرُ التحدي الذي وضعته وقبل أن أسقط فوق صدره المبتل عانقني هو نحوه؛ وبقي رأسي متبثا هناك أستمع إلى دقات قلبه المتسارعة وأتحسس محاولات جسده في التدفئة.

«أنني أعشقكِ؟» يستمر في المماطلة وهو يضحكُ بنفس الرعشة التي تتخللني؛ العشب تحتنا غارق؛ نحن غارقان؛ السماء تحاول إغراقنا أكثر مما سبق. هذه الليلة الباكية تسممنا بأحاسيس متضاربة.

ومن الأحسن أنه اللليل، من الجيد أن لا مخلوق في الجوار؛ عندما يقرر العالم أن يختفي تحت سقفه الدافئ محتميًا من الأمطار قررنا أن نستلقي تحت الرصاص النازل من السماء الباكية؛ لماذا؟ لماذا؟ هل أهوى تعذيب نفسي وأرغب في جره هو معي؟ أم ماذا؟

راقبتُ شفتاه بتشويشٍ وهو يعد منذ مدة، لا يبدو مركزا معي كثيرا وأنا أعبث بأطراف قميصه وأنقر على جلده، أصعد بأناملي للأعلى وهو يلهث جملته بتفاجئ. «لقد مرت الدقائق السبع، علينا العودة للداخل حتى لا نمرض آمور!»

أمسح هذه المرة على شفتيه ببطء وأهمس له. «أو يمكنكَ تدفئة جسدي بشفتيكَ!» اقتراحي مغري بكل تأكيد، لا أحد سوف يرفضه بالكون فمن قد يمتلك لاكونا ويتردد حول مسألة تقبيلها وسط عاصفة ليلية هوجاء؟

ولكن غروري قد تم فقعه لحظة اندفاعه للأعلى وإمساكه لي من الخلف بينما ينهض وينتشلني معه وكأنَ وزني عبارة عن اللاشيء. «شفتايّ لن تقوما تدفئة عظامك المرتعشة لاكونا، هناك حمام دافئ ينتظركِ سوف تحشرين وسطه لوقتٍ كافٍ حتى تتوقفي عن الارتعاش.»

ولكنه لم يتردد عند نهاية حديثه من طبع قبلة مطولة عند منتصف رقبتي، جاعلا من جلدي يُنمل إلى درجة كتمي أنفاسي متساءلةً عن متى سوف يأتي شرف استشعار هذا الملمس على شفتيّ؛ ديلان يجيد إحباطي، وبكل تأكيد يزيد من تشويشي بسبب عدم قدرتي على فهمه؛ لأنه يكتشف كل بقعةٍ حساسة من رقبتي ويتجاهل المنطقة الرئيسية...

قمتُ بلف ذراعيّ حول رقبته وأسندتُ ذقني على كتفه أراقب من الخلف كل قطرات المياه المتلألئة التي يتركها خلفه على أرضية البيت؛ بينما كانت رائحة الطعام اللذيذة تداعب أنفي وأتذكر بالفعل أن المؤقت يعمل والفرن ملتهب يطبخ ما بداخله.

كاراميل Where stories live. Discover now