٥٢ | ملطخ بك |

4.8K 608 2.2K
                                    



لقد مضى وقتٌ طويلٌ.

لربما من المستحسن قول مضيّ وقت لا بأس به من الاستقرار، دون الدخول للمستشفى، دون أن تحيطني رائحة الأدوية المريعة.

لربما عليّ الكذب بشأن أنها شيء غريب عليّ، ولكنها تبدو مألوفة أكثر من جو المنزل الذي تبدد من عقلي كليا.

متى كانت آخر مرة كُنت مستلقية هنا؟

آخر مرة كشفتُ بها حقيقة الرابط بيني وبين ديلان وماضينا معًا، فككتُ لغز رهاب الدماء ومسألة الثغرات وسط ذاكرتي المُجهدة.

ولكن ما هي غنيمة هذه الزيارة؟

أذية آرثر؟ تخريب المغزى من الرقصة الأخيرة؟ عدم الحصول على النقاط الإضافية بعد كل هذا الجهد المُقيت؟ تعطيلي عن المضيّ في خطتي لاستعادتي ديلان؟

أم نعود إلى مسألة عدم تذكري ما الذي حدث منذ اللحظة التي وقعتُ بها؟

سحقًا لهذا الحظ العاثر، هل عليّ الشتم حقًا والتعبير عن غضبي أم عليّ فقط تقبل كل ما يصيبني لأنه ضريبة الشخص الشرير الذي اعتدتُ أن أكونه؟

لم أفتح عيناي أبدا، منذ اللحظة التي استعدتُ فيها وعيّ لم أتجرأ على تحريك جفنيّ، بقيت متسمرةً كأنني في غيبوبة، أستشعر كل موجات الألم التي تمر عبر رأسي وتلصصتُ على كل الزوار.

أمي قد عادت، لا أعلم من قد أخبرها ولكن لحظة استيقاظي تلقيت نواحها الخائف والمعتاد بضيقٍ، استمعتُ إلى حديث الطبيب والممرضات، لقد أتت إيليت أيضا.

والتساؤل الوحيد الذي يباغت ذهني، أين هو ديلان آلفا خوس؟

تصلبتُ لحظة انفتاح الباب وحرصتُ على أن أتحرك من وضعيتي التي بقيت عليها مدة طويلة لا أتذكرها إلى درجة شعوري بالخدر. حرصتُ على ترك ظهري مقابل للباب بحيث أن كل زائرٍ سوف يدرك انغلاقي وعدم ترحيبي به.

أنت لن ترغب في مجيء أحد، أو سماع ثرثرتهم المبتذلة أو تلقي شفقتهم المزعجة عندما يكون جسدك مستنزف وروحكَ ترتعش.

لا أظن أنني سوف أتخطى أبدا عن صدمة الارتفاع هذه، وكم يحزنني أن كل عملي السابق قد ضاع واندثر بسبب حركة واحدة خاطئة من المتبجح الفرنسي، أو مني؟ لا أعلم، لست أعلم! ذهني مشوش..

أحدهم قد جلس على السرير قربي، بقيت أترقبُ في صمتٍ وشعرتُ بأناملٍ تتحرك عند بشرتي ثم تصعد نحو رأسي ملامسةً إياه برقةٍ وحذر؛ وقد ارتعش قلبي بنبضاته المراهقةُ تلك فقط لفكرة وجود ديلان قربي أخيرا.

كاراميل Where stories live. Discover now