٢٧ | لنحترق معا |

5K 528 240
                                    

فلسفة إجبار التكرار الفرويدية، ودوائر عُقدة أوديب غير المحلولة.
إنها دومات أقع وسطها، أشياء لطالما تلقيت شرحا عنها في العُطل الصيفية من قبل إيليت كوني لن أحصل على الجانب المظلم مما أعاني منه رفقة أي أخصائي نفسي أو معالج غيرها، لا أحد منهم سيصرح لك بالسوء الذي وصلت له، دعني لا أصفه بالسوء فقط فهو وصف سطحي، دعني أقول أن لا أحد سيدرك القعر الذي تسبح وسطه والحُمم التي تجري ضمن شرايينك إلا إذا التحم بك، تنفسك، أو تلبسك.

يُقال أن المُعنف يصبح واحدا، بطريقة ما الضحية ينتهي بها في الكثير من الأحيان مشابهة لمفترسها.. هي لا تموت على يده إنما هو يقوم بعجنِها وخبزها لتصبح خليفةً له. وعدم قبولك أن تكون ضحية صدماتك ونفسك وعائلتك وحياتك يجعلك تكون مفترس غيرك.

وياله من ثقل يقع على مستوى كتفيّ، ولا أدري لو كان علي الخوف من هذه الحقائق أو إكمال مسار تبلدي لأكون وحشا متوحشا يقضي على الأصلي...

ولكن على من نكذب؟ نحن مبتلين بالخواف الأبدي بسببهم، لربما نكون وحوشا مع غيرنا لكننا نرتجف خوفا داخليا في وجودهم، ولو حتى ماتوا سيسكنون شقوق جماجمنا لأن ما تركوه من آثارٍ ستستمر في العيش تحت جلودنا للأبد.

التنفس صعب، والعيش أصعب مع كل هذه الصراعات.
فهل أقدر على التساؤل حول ماهية الفرج؟

«إنها على هذه الحالة منذ مدة طويلة، لا أفهم ما الذي فعله مع هذه الفتاة؟ ما خطبها؟ كيف يمكنني التعامل مع وضعها؟ هل يُمكن حتى إنقاذها؟»

كنت أسمع وأستمع، أُصغي عن كثبٍ لكل ما يقال حولي.

ترجي والدتي وبكاؤها المثير للشفقة المرفوق بطلباتها للمغفرة وفرص أخرى، والسؤال فُرص ماذا بالضبط؟

«أخبرتكِ لو أن علاقتنا كانت محصورة بفردين لنجحت، لكنكِ لم ترضِ إلا بطفلٍ يمكنكِ الآن التحسر للأبد على قرارتكِ.» يُردف آوغان بالمقابل بكل شفافية، وكلامه لا يبدو جارحا أو لئيما، من كثرة ما هو بارد ومباشر يجعلني أُدرك أنه يتفوه بالحقائق. هو لن يعتذر أو يندم أو يبكي، تركيبته هكذا ووالدتي قررت القبول به منذ الأزل، فمن أنا لأخالفه؟

السيناريو الخاص بهما بخسٌ، رخيصٌ، فقير. إنه حول ذلك المشهد المبتذل المتكرر، كأن لا يتغير الشخص رغم كل أخطائه، ولا تتغير النتائج رغم كل المحاولات. الأمر ميئوس منه بتلك الطريقة، وأشعر أنني اكتفيت من هذه الدراما المكسيكية.

لقد كان علي التهرب منهما حتى أحجب هذه الأصوات القبيحة فما كان مني إلا اللجوء لشقة آرثر مجددا بدل المستشفى والاختباء وسط غرفة إيليت أستمع بين الفنية والأخرى لحديثها الخائب.

كاراميل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن