٦ | فتاته الشرسة |

14.2K 1.1K 566
                                    

والدته هنا، تشاهد، بعد تحذيرها لنا.. لم تكن راضية، بكل تأكيد ليست كذلك ولم أرى وجها ساخطا بهذا القدر في حياتي بمثلها. نظر ديلان نحو والدته بملامح مصفرة. من يهتم لحاله بينما أنا أشعر برعشة في قدميّ ورجفة بجسدي من شدة صدمتي وخجلي، أنا لا أخجل بسهولة ولكن هذا محرج! محرج! ومحرج.

بدون أية مقدمات دفعت نفسي نحو الباب وفررت دون النظر للخلف. ذلك المنزل؟ لن أعود له مجدداً ما دامت تلك المرأة متواجدة فيه لأنني شعرت قبل برهة أنها ملاك الموت الذي امتص روحي، أنا تلك الآثمة التي ستعذبها للأبد. رغم الإضاءة الخافتة والظلام المنتشرة إلا أنني استمررت في الركض وكلما أتذكر ذلك الموقف أزيد من سرعتي أكثر. سحقاً! لما يحدث لي كل هذا؟ ما الذي فعلته في حياتي؟ آه! أعلم أنني قد فعلت الكثير...

«آمور!» تلك الصرخة خلفي أفزعتني لذلك استدرت للخلف لأجد شخصاً آخر يركض مثلي ويمكن معرفة هويته من ذلك السروال الأصفر القطني. خففت من سرعتي قليلاً وقد وصل لي في بضعة ثواني ثم أخذ باللهث بقوة.

«ألا ي.كفي أنن.ي لن أبيت ف.ي ا.لبيت.» تكلم بتقطع بينما يحاول تعديل نظاراته الطبية التي تكاد تقع فأخذت بمحاولة تنظيم أنفاسي أيضا بينما أحاول استيعابه. أخذ نفساً عميقاً فجأة ثم قال بانفعال. «بسببك ركضت كالكلاب الضالة وسأبيت خارجاً مثلها أيضا!»

زممت شفتيّ بقوة ونظرت له بلوم كبير، من يهتم بكلامه هذا؟ لقد دمر سمعتي لتوه. تقدمت نحوه وضربت صدره بقبضتي لأبدأ في مشاجرته. «أيها القط الأسود، بومة سوداء! غراب شؤم، لم أتعرض للإحراج في حياتي بقدر هذا اليوم! هل أنت مجنون؟ كيف تفعلها بتلك الطريقة؟»

أخذت نفسا عميقا وصرخت عاليا دون وعيٍ مني. «لما تلمسني بتلك الطريقة!» وشهقت عندما نزلت دمعة من عيني اليسرى فتراجعت للخلف ومسحتها بسرعة، لما أبكي؟ ما الذي يحدث لي؟

«أعتذر، أعتذر على وقاحتي.» تمتم بندمٍ ينظر للأسفل بحرجٍ، بعدها رفع رأسه نحوي بتلك الذهبيتان الثمينة، مجدداً وجنتيه محمرة قد لمعت تحت ضوء عمود الكهرباء الذي فوقنا.

"Caithfidh mé é a dhéanamh ar an mbealach ceart."

«ليس مجدداً!» تذمرت بخفوت، أنا فقط سأجن من كل هذه المشاعر المتضاربة، الخوف، عدم الأمان، الرغبة المتضاربة، اللوم.

هل أريد الهرب منه؟ أجل.
هل أريد العبث به؟ أجل.
لما هو ليس مثلهم؟ لست أدري.

لكن ما أنا متأكدة منه، أنني أحب لمس غيري، لكن أن يلمسوني هم.. لا.

«أنتِ خائفة آمور، مني؟ أو من الغير بشكل عام؟ لقد انتبهت للأمر عدة مرات.» قال فجأة ليجعلني أحبس أنفاسي داخل صدري، صدمة مباغتة تسللت لملامحي ولم أعرف كيف اكتشف بهذه السهولة.

كاراميل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن