كاراميل

٥٤ | خجل الأشجار |

كنت ما راح أنزل الفصل عشان ما حققتو شروط التفاعل ولكن
قارئتي المميزة طلبت أنزله سو هذا عشانها ❤️
@gonjalionjrjrudh
كل الحب لدعمك الكامل للرواية!

-

يا إلهي، الغثيان لم يفارق حلقي، أشعر بأحشائي معقودة منذ مدة طويلة ولم أقدر على التخلص من تلك الأصوات بالداخل. أنظر نحو ديلان وشعوري بتكدس أسراره حول حلقي يخنقني؛ ولا أدري ما الذي قد يحدث له بالضبط ما إن يكتشف الحقائق المظلمة حول نسبه.

لا أدري حتى ما الذي لا يزال مخفيًا حوله، لما ليسا تمنعه من النبش في الماضي؟

وأهم شيء، ما علاقة كل هذا بي؟ هل لِهذا هي تحذرني بعدائية بالغة أن أبتعد عنه؟ هل بسبب آوغان ومعرفته بعائلة والده؟ هل تظن أنني سوف أؤذيه؟

«هل أنتِ بخير آمور؟ لماذا لا تركزين معي؟ أم أن ثلاثة ساعات متواصلة كثيرة عليكِ؟» يسأل هو متسببا في عودة انتباهي له، كنت أتشتتُ كل فترة تقريبًا وبدأتُ أشعر بالذنب كوني أعطلهُ عن الدراسة.

«تعلم أنني لستُ من هواة الدراسة مثلك، ولكني أحاول!» أجيبه كاذبةً، ثم أرخيتُ جبهتي سريعًا على الطاولة أتجاهل المسائل الرياضية المعقدة وأغرق في فتورٍ أكبر كون محادثات البارحة لا تفارقني.

لقد سافرت ماما اليوم صباحا على الثامنة بالتحديد، وكان على ديلان أن يفي بوعده ويبدأ في العناية بي، ومنذ وقتها ونحن ندرس.

لا أعلم ما موقف ليسا بالضبط من هذا ولكن كل ما هو واضح حوله حاليا أنه يركز على الحاضر ويتجاهل ما سبق، أو ربما نسى؟ هل هو يتناسى؟ لا أدري ما مدى فعالية تلك الجعة بالضبط.

هل أقترح عليه أن ندرس منفصلين؟ أشعر بأنني مجرد عبء وكومة من الطاقة السلبية.

«حُب؟ ما بكِ؟» أشعر بلمسته فوق كتفي لذلك أرفع رأسي وأنظر نحوه جانبي.

وصوته المتوسل لا يفارق ذهني. أحبيني يا حُب، أحبيني يا كاراميل حتى أشعر بأنني مستحق أن أُحبّ؛ فلا شعور يصل إلى أعماقي الباردة والمعتمة عاداكِ.

«ما رأيكِ أن نضيف للبرنامج الدراسي الذي صنعته برنامج صغيرا للاستجمام؟ مثلا بعد كل يوم من الاجتهاد في الدراسة نختار موعدا جديدا لنا؟ علينا استغلال الأسبوع المتبقي من العطلة كما ينبغي.» اقترح مع ملامح مبهجة وشعرتُ بمدى محاولاته واجتهاده الدائمين.

«هل والدتكَ موافقة حول مسألة البقاء معي؟» أسأله ببعض الحذر كوني أدرك استيقاظه بالليل ورحيله عائدا إلى منزله ثم عودته بالصباح بعد رحيل ماما بقليل.

«يمكننا في بعض الأحيان الذهاب إلى بيتي أيضا.» إجابته لم تكن واضحة بالنسبة لي ولكن لن أضغط عليه بشأنها، رغم كل شيء هو يتواجد معي مما يعني إما موافقتها على مضض أو أنه يعصيها من أجلي.