٣٥ | صورتي وبحره |

9.9K 840 1K
                                    



ما هذا؟
م.ما هذا الصوت المزعج؟

صوت الطرق بدا واقعيا ومؤلما.. كأنما هناك من يُهشم رأسي بمطرقة. فتحت عيناي على مضضٍ ناهضةً من سريري دون وعي حتى، كل ما رغبت به لحظتها هو مهاجمة الفاعل، لما يطرق بابي بهذه الطريقة كأنه اقتحام عسكري؟

حاولت فتح الباب وإذ به لا يتزحزح من مكانه، عقدت حاجباي أكثر شاعرة بصداعٍ مؤلم يزيد من حنقي؛ لذلك أدرت القفل متسائلة عن كيفية انغلاقه وبعدها سحبته نحوي صارخةً. «ماذا! لما لا تتركني أنام مثلما أُريد؟»

رفع آرثر يداه باستسلامٍ وتراجع إلى الخلف مُرددا. «ووه! على رِسلكِ، لما مزاجك مُعكر هكذا منذ الصباح؟»

«أُريد النوم! آريد النوم!» رفست الأرض بقدمي ورددت ببعض الانفعال كوني أكاد أفقد وعيّ قريبا، لم أحصل على كفايتي من النوم وبكل تأكيد سأهجم على هذا الفرنسي إن لم يتركنِ وشأني.

«ظننت أنكِ ترغبين في فطورٍ مميز يناسب هذا اليوم المُميز ولكن بما أن الغوريلا التي داخلكِ قد استيقظت فعودي إلى سريركِ، سوف أفطر وأخرج ولربما نقوم ببعض الخُطط م-»

تراجعت للخلف أُغلق الباب خلفي متجاهلةً كلامه الفارغ، كلها ثرثرة عديمة النفع ما دمت ناعِسة بهذا القدر وقدراتي العقلية معطلة.

تعالت شهقتي ما إن لمحت جسد ديلان مستلقٍ على السرير، كان غارقا في نومٍ عميقٍ بينما ذراعاه ممدودتان مكاني. توسعت عيناي بشدة أُحاول استوعاب الموقف وما إن فُتح الباب خلفي حتى تراجعت بسرعة أدفعه للجهة المعاكسة وأمد يدي بسرعة نحو القفل. «ولكن ما الذي يوجد على رقب-»

«قُلت لك لا تُزعجني!» تعمدت تزييف نبرتي إلى واحدة غاضبة ولكن منخفضة وأبقيت عيناي على ديلان الذي لا يزال غارقا في نومه كأنه لا يوجد ضجيج بالقرب.

هل هو جثة هامدة؟ هل قتلته دون وعي؟

لم يرد آرثر علي ولم يبدو كلامه بالمغري لحظتها كوني تجاهلت كل شيء وتقدمت نحو سريري محافظة على تلك الدهشة.. رغم أن رأسي متألم ولكن يُمكنني التأكد من أن آخر فكرة نمت بها هو حقيقة عدم إيجاده عندما أستيقظ، ولكن يبدو أنه مُستغرق في النوم أكثر مني والإجهاد قد نال منه كليا.

جثوت قرب السرير أتشبت بطرف السرير عبر أصابعي وأستمر في مُراقبته يتنفس بهدوء. يا إلهي، أين اختفى نعاسي؟ ولما لا يتبخر معه هذا الصُداع المُزعج؟

إنه ديلان فعلا..

وهو نائم يبدو مسالما مثل تهويدة رُضعٍ، آمن وبريء بطريقة تحثني على لمسه والتأكد من حقيقته، ولم تمانع يدي التهور وفعلها فسرعان ما امتدت نحو يده أُلامس أصابعه الساكنة، أتحسس خشونة كفيه وأتذكر ملمسها الإدماني ضد جلد خصري. خرجت تنهيدة مرتاحة مني بسبب تخيلي فقط، ولسبب هجمت سخونة ما على وجهي، لكنني لم أتوقف عندها بل أصبحت أناملي ترسم دوائرا خفيفة على وجنته وأتساءل عن سر هذا المظهر الملائكي الذي يمتلكه.. يا إلهي كم هو جميل.

كاراميل Where stories live. Discover now