٩ | داني الشبح المزيف |

10.8K 1K 728
                                    


٢٠١٧/٠٩/٢٤
يوم الاثنين، ثانوية ميرا كوستا.
الثامنة وخمس وعشرون دقيقة، صباحاً.

ديلان سيقتلني، سيقتلني ديلان. هذا ما كان يكرره عقلي طيلة مشيّ ضمن رواق الثانوية فلوهلة تذكرت أنه ليس لي أي وسيلة للتواصل مع لوك والمعلومة الوحيدة التي أعرفها عنه هو أنه في فريق كرة القدم، القائد على ما أظنه؟

كانت أول حصة في المدرج الأول والذي يجمع طلاب العام الأخير جميعا وهذه من مزايا الثانوية فهي تجعل بعض الحصص هكذا حتى تزيد التفاعل الاجتماعي. هذا لحسن حظي لأن ديلان لن يجدني هناك بسهولة وبعدها سأجد طريقة للتملص منه لأنها الحصة الثانية في القسم العادي.

ما إن دخلت للمدرج حتى وجدت أنه مكتض بالفعل والأستاذة بالداخل تستعد لذلك أخذت مكانا في الخلف ووضع قبعة سترتي فوق رأسي حتى لا ينتبه لي أحد. أغلقت الأضواء فجأة وقد سطعت الصور حيث هي والتي كانت تعرض شكل أحد الفيروسات، لحظتها هي تكلمت عبر مكبر الصوت. «سنكمل ما تبقى من الدرس حول فيروس السيدا لذلك هذا هو الرسم البياني الذي يمثله، سوف نأخذ بعين الاعتبار كل عناصره ومركباته.»

أخذت أشاهد كل ما يحدث بصمت ونوعا ما شعرت بأن هذا النوع من الحصص مثير، فهو يمنح شعورا وكأنك في الجامعة لذلك حاولت أن أركز معها قد الامكان.

«سيدة بونز! هل معلومة أن السيدا جاء أول مرة بسبب تعدي أحد البشر المنحرفين على قرد صحيحة؟ أعني غريزيا يبدو الأمر طبيعيا أن ينجذب البشر بشكل عاطفي للقرود لأنهم يذكروننا بأصلنا.»

عم الصمت فجأة عندما طرح أحدهم هذا السؤال الغريب وبعدها بدأت تصدر بعض القهقهات الصغيرة الساخرة والتمتمات التي لا أفهمها، والذي جعل الأستاذة تعيد الإنارة العادية ثم تستدير وتنزل نظراتها الطبية قليلا حتى تمسح المتساءل صعودا ونزولا بعينيها. «أنت لم تحضر معنا الحصة السابقة التي تحدثنا فيها عن نشأته.»

حاولت رؤية المتحدث لكن تشتت ذهني عندما تحدثت الأستاذة مجددا عبر المكبر. «وليس أصلنا جميعا قردة، لا تعمم علينا أصل والدك وعائلته.»

فُتح ثغري وتسربت مني ضحكة صغيرة على عكس المدرج الذي اشتعل ضحكا وصار الصوت صاخبا بعنف؛ أعني كيف لا يكون هذا هو الرد الفعل المعهود بعد العنف اللفظي الذي تلقاه الطالب على الثامنة صباحا.

«لا أصدق أنها تقول هذا لابنها عن طليقها!» انطلقت نميمة بالقرب مني من قبل فتياتٍ ما، والذي جعلني أفهم الموقف جيدا.

حمحمت الأستاذة كأنها لم تقل شيئا وأطفأت الإنارة لتعيد تركيزها على الرسوم المضاءة. صفقت وتحدثت بصرامة. «حسنا يكفي، انتباه.»

كاراميل Where stories live. Discover now