٤ | دودة كتب أم وغد؟ |

17.5K 1.4K 1K
                                    

كان هناك الاخضرار الباهت، جو رطب وأمطار باردة، لكن مع الكثير من الدفء، لربما كان وهما جميلا لم يتناسب مع واقع أليم؛ لربما خطأ انجراف قاتل لأنني طمعت في ذلك الوقت في مهرب، مهرب لم يكن من حقي، كان علي عيش تعاستي ودفع ثمن وجودي، وبالنهاية أخذت ضعف الضربة، الجلد مضاعفا، عندما رأيته هناك يحتضر والكثير من الأحمر حولنا.

لقد قتلته، إنه دم!
لقد قتلته، إنه دم!
لقد قتلته، إنه دم!
لقد قتلته، إنه دم!
لقد قتلته، إنه دم!
لقد قتلته، إنه دم!
لقد قتلته، إنه دم!

«سُحقا، سُحقا، سُـــحـــقــا.» كانت أول الكلمات التي تتسرب من شفاهي هي الشتائم، السخط يسيطر على كل طرفٍ من جسمي، الكوابيس تعيد جسدي للسرير متشبثة بي بأيادي ملطخة بالسواد لكن كان علي انتشاله للأمام ومقاومتها، كان علي العودة للواقع الذي ليس بالحسن.

أنا دائخة، جسدي يرتجف، ساخن ومتألم؛ لم أكن مدركة لما يحدث حولي، كنت أعلم أنني مذعورة لدرجة ارتعاش أنفاسي، وكم كان غريبا أن يتفاعل جسدي بهذه الطريقة ممهدا لي مجيء لحظات الإدراك حتى أعرف ما خطبي.

لقد مللت من تلك الكوابيس، أو من تلك الحقائق الناقصة التي تمنيت لو تناسيتها مع كل الحفر المتواجدة داخل عقلي.

خرج مني نفس مرتعش عندما قابلت عيناي المرآة، وجدت نفسي أقف قبالة انعكاسي الأشعث والباهت تماما كشعري الكارامالي وبشرتي الشاحبة. كانت الضمادة تمتد على طول أنفي، قمت بمد نظراتي أيضا للأسفل حتى أدرك حقيقة مرةً، الدم! الدم على قميصي الأبيض..

«سُحقا!» تمتمت مجددا أغمض عيناي وأستدير للخلف، أستند على الحوض وأنظر لمحيطي المجهول. تمكنت من معرفة -مبدئيا- أنها غرفة طبية، وحاولت عصر عقلي لتبدأ المشاهد في الاندفاع، علمت ما حدث لي، ذلك الداعر، ذلك الخسيس، سوف يندم على العبث معي، على لمسي جزءٍ مني! قطعة الفضلات الداكنة تجرأت على مد ذراعها علي!

ارتعشت أنفاسي دون شعورٍ مني، رفعت يداي بسرعة واضطراب حتى انتزع قميصي بعنف ولكن قبل أن أفعل لاحظت الدماء الجافة عليهما لأشهق؛ استدرت مجددا نحو الحوض المتواجد بالغرفة وفتحت صنبور المياه، غسلت كفاي بعنف مقاومة الحرقة التي بعينيّ، حاولت التغاضي عن اللون المقرف الذي يتسرب منهما وسرعان ما قمت بشق قميصي القطني ورميه بعيدا عني.

كاراميل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن