١٥ | العد التنازلي للسعادة |

9.4K 889 1K
                                    

أحمر...الكثير منه.
أغرق به...والشعور فضيع جدا.
أنظر ليديّ فأجدها ملطخة به، ما حولي ملطخ به.
لكن ما ذنبي أنا؟ لست الفاعل، لست المتنمر، لست القاتل.

لست...

فتحت عيناي بسرعة ورفعت جسدي نحو الأعلى بفزع، أخذت ألهث بينما أنظر نحو يداي فوجدت أنهما نظيفتان! ابتلعت ريقي ثم تمعنت فيما حولي لأجد نفسي وسط غرفة الجلوس على الأريكة. لم أتمكن من استوعاب شيء إلا بعد مدة وجيزة من الشرود، لكن أول ما تذكرت هو ديلان لذلك بحثت عنه بجانبي.

لا يوجد...وعبست بسبب ذلك، ألم يوافق على بقائه بجانبي؟ لما قد يتسلل خلال نومي!

قمت بمسح قطرات العرق العالقة بجبيني وأنا أتنهد بضيق. انتبهت لهاتفه على الطاولة لذلك حملته بـ استغراب وتفحصته، وجدت أنها الخامسة ونصف صباحاً كما أنه مضبوط على السادسة مع تذكير.

-لقد أغلقت عليك من الخارج لأنني لم أرغب في تركك نائمة والباب مفتوح، سوف أعود بعد تغييري ملابسي لذلك تجهزي حتى نتناول الفطور معا ونذهب للثانوية.

ابتسمت بخفة على كلامه وما إن هدأت دقات قلبي حتى نهضت واتجهت نحو الأعلى...رغم إحساسي ببعض الوخز بكتفي إلا أنه لم يكن سيئا كالبارحة وهذا بفضل ديلان.

هل بطريقة ما يحاول جعلي مدينة له؟ هو يمنحني شعورا غريبا لا أقدر على فهمه...

ما إن بدأت المياه في التساقط فوق جسدي حتى أخذت أفكر في كل شيء حولي، هذه الثواني من الهدوء تبدو ثمينة لكنها ستقود عقلي للجنون عن قريب لأنني لم أعد أعرف من أنا.

بالنظر للوراء، للخلف...امتلكت أياما أهدأ من هذا ومثالية أكثر لأنني لم أتلقى مشاكلا في المدارس. أظن أنه كان من الجيد العيش تحت قناع البرودة والتبلد، أن لا أشعر بغيري ولا أهتم خصيصا لحال دود الكتب؛ اعتدت على وجودهم حولي ومعاملتهم بنفس الطريقة، حتى أنني تعمدت الابتعاد عن البقية وركزت على الاستفاد من أولئك ثم هجرهم، ولكن الآن تورطت مع شخص ليس منهم، شخص لا أقدر على السيطرة عليه وتوقعه، شخص يصدمني دوما ولست أعلم إلى أين سيقودني الوضع معه.

كاراميل Where stories live. Discover now