٢٦ | محو الكاراميل |

4.2K 516 178
                                    

ومثلما قلت سابقا، لازال الهدوء ثقيلا علي، وممتعا لها.

لا شيء، لا رد، لا حركة خاطئة، ولا حتى نظرة متفحصة سلبية المعنى. كأنني لم أكن بجانبها، تجاهلتني كليا واستمرت في قيادتها تعبث بأعصابي أكثر. حواسي يقضة أكثر من اللازم، أشعر بجلدي يحترق من كثرة السخونة التي تلفحني، شبكت أصابعي مع بعضها البعض حتى لا أفضح الرجفة الخفيفة التي تجتاح كل إنشٍ مني. لست قادرة على تطبيق تمارين التنفس، ويال سخرية القدر، ففي فترة ما من الماضي البعيد كانت إيليت تترجاني أن أقوم بها، ولكن الآن أنا أختنق ببطء بأنفاسي مع عجزٍ مُقيت.

حملت هاتفي، وقررت تجاهلها بدوري وكذلك علي تشتيت عقلي المترقب للكارثة. تفحصت رسالة آرثر الذي يخبرني بأنه قد وصل بالفعل وينتظرني. كنت متفاجئة بعض الشيء ولكن هذا يبدو في صالحي.

أنا على وشك الذهاب لصالون تجميلي هناك ومن المفترض أن مالكته تدعى بونيتا، لا تنتظر في مكان مكشوف إنما ترقب من بعيد حتى موعد وصولي ودخولي، لو تأخرت كثيرا في الخروج عليك الدخول والبحث عني.

أعلم أنها رسالة مثيرة للريبة ولكن كان علي أخذ احتياطاتي، لم أرغب في إدخال آرثر كون الأمر سيكبر ولكن هذا هو المتوفر حاليا.

«هيا إختاري آمور.» صوت آورورا أعادني للواقع، فوجهت نظري نحوها وقابلتني يدها الممدودة نحوي والتي تمسك بها وقصاصتين من الورق. استغربت لوهلة من فعلتها، وهذا دفعها للحديث مجددا. «لا أمتلك كل الوقت لكِ، علي القيادة بتركيزٍ.»

اخترت واحدة منهما وقرأت ما هو مكتوب بصوتٍ خافت. «سؤال وجواب.» أعدت بصري ناحية آورورا لأجدها تُدخل يدها في جيب قميصها العريض والرياضي ذو اللون الأسود، ثم تخرج ورقتين مجددا وتقول. «والآن، واحدة منهما.»

توجست للحظة كون ملامحها لا تتزعزع، بدا الهدوء مريبا عليها وجعلني أوقن أن لها مخطط مبدع داخل رأسها، وقد اجتهدت عليه لهذه الدرجة.

اخترت ورقة أخرى. «الاختناق.» ما هذا بحق الجحيم!

«جيد، جيد، جيد.» تمتمت وهي تدير مقود سيارتها الرياضية برشاقةٍ وبدت مستمتعة، وسرعان ما دخلت منطقة خاصة حيث لوحة مكتوبة عليها بالوردي صالون بونيتا للتجميل.

ابتلعت ريقي ببطء. هل يمكن أنها تتبع سياسة ترهيب ضدي؟ سؤال وجواب، الاختناق... ما هذا!

«والآن آخر واحدة، لقد وصلنا من الأصل لذلك لا تطيلي.» أردفت ببعض الجدية وهي تركز على ركنها للسيارة السوداء داخل المكان المخصص بيدٍ واحدة، ولا تزال تمد يدها الحرة ناحيتي.

كاراميل Where stories live. Discover now