٢٣ | إسقاط الأفعى |

6.5K 609 215
                                    

«كيوبيدو! هيا.. بحقك، كيوبيدو!»

لثوانٍ لم أكن أدري لو أن آرثر قد اقتحم أحلامي أم أن علي الاستيقاظ فعلا.

«آرثر، أرجوك!» تمتمت بتذمرٍ كونه لا يكف عن هزي هنا وهناك وأنا قد نمت متأخرة من الأصل بسبب المذاكرة، ولن أتحدث عن الكارثة التي أحدثها-.

«كيوبيـــــدو! هيا، هيا، هيا!» نكزني عدة مرات يجعل النوم يتبخر ويهيمن على الصداع أكثر، فتحت عيناي بتثاقلٍ شديد كأن الصخر يرقد فوق جفناي..

خرجت نبرتي شبه باكية. «آرثر، لا يمكنني! أحتاج الراحة فالامتحانات التعويضية على الأبواب ولا يزال أمامي الكثير.» توسلته، ولكن لا حياة لمن تنادي فقد أطل علي بعينيه القططية تلك، يرد بحماسٍ طفولي. «لقد تهاطل الثلج، وعلينا الخروج في هذا الصباح المبكر للقيام برقصة رجل الثلج مع بعضنا البعض كما فعلناها عدة مراتٍ قبلا آمور، يجب أن نعيد إحياء ذكرياتنا والتفاصيل المميزة التي تجمعنا! هيا.»

يا للهول! لا أقدر على فعلها، لما لا يتقبل الواقع فقط؟

شعرت بجسدي يُحمل من على الأريكة التي نمت عليها بتعبٍ ودون أي تفكيرٍ على الثانية صباحا بعد حلي لعدة مسائل رياضية، وبعد تذكري كارثة عشاء الكريسماس رغبت في فتح عينيّ مجددا لأرى الكدمات على وجه آرثر، لكنني لم أقوى على فعلها لكثرة إجهادي. لوهلة تمنيت وجود ديلان بالقرب حتى يمنعه ولكني لا أظنه قادم اليوم كونه أخبرني أن آخذه إجازة.. كما أنه من البديهي عدم مجيئه مؤقتًا إلى أن يعالج كدماته هو الآخر ويخفف من سخطه.

«هل هو جاهز؟»

لم أكن لأفهم أو أستوعب ما الذي يفعله ذلك المراهق، ولكن لربما لو لم أفتح عينيّ.. سيقتن-.

شهقت عند إحساسي بمياهٍ دافئة تغمرني، اهتززت بعنفٍ أراقب ما حولي لأجد آرثر مُنزلا لجسدي وسط حوض المياه الساخن وغير مهتمٍ بكون أرتدي ملابس نومي. «آرثر!» وبخته، لكنه غير مكثرةٍ بما قد يفعله.. المراهق الأناني يفعل ما يريده وقتما يريد، هكذا نشأ ولن يتغير طبعه.

«إيليت!» صِحت مستنجدة بالحل الأخير، سوف تدمره ما إن تك-. قاطعني. «نحن في حمام غرفتي وهي في غرفته نائمة ومجهدة أيضا، لا توجد وسيلة للتملص مني كيوبيدو. هيا لنستحم مثلما كنا نفعلها معا عندما كنا صغارًا.»

فتحت عيناي بعدم تصديق وأنا أراه يدخل للحوض رفقتي ويجلس مقابلا لي غير مهتمٍ بتبلل ملابسه. «لم نفعل هذا حتى عندما كنا صغارا أيها ال-.» سكتت بعد صراخي عليه كوني لم أجد شتيمة تتناسب مع هذا الكيان المحير، لما هو يبتسم بهذه الطريقة المريبة حتى؟ يبدو مثل التمساح الضاحك الذي يوشك على ابتلاع فريسته بلقمة واحدة.

«آوه!» أصدرت تذمراً متألما وأرخيت رأسي للخلف أُستده على الرخام خلفي، لا يوجد وصف دقيق لما أشعر به من صداعٍ وألم فما كان مني إلا إغماض عيناي مجددا والاستسلام للنوم الذي تولد من شعوري بالدفء.

كاراميل Where stories live. Discover now