٠ | كاراميل ذو مذاق مقرف |

34K 1.9K 1.3K
                                    

الولايات المتحدة، نيويورك.
٢٠٠٧/٠٩/١٧

ستاتن آيلاند، منطقة بلومفيلد.

«بربك آموريت! ألن تتوقفي؟ لقد بدأت أشعر بالملل حقا من تصرفاتكِ، سلوكك غير السوي وشخصيتك غير المستقرة حقا يُفقدانني صبري!» قال آوقان بعصبية ملوحا يديه في الهواء ثم يضع أصابعه داخل خصلات شعره البرتقالية، ثبت عسليتاه الحادتان على من يخاطبها بصمتٍ ثقيل في الأخير، وكان من الجيد أنها لا تقدر على معرفة ما يرغب في فعله بها في هذه الثواني، داخل عقله الجامح والغاضب.

استمرت آموريت في النظر نحوه بعينين دامعتين ومحمرتين كليا، لونهما الفاتح والصافي قد تلاشى لشيءٍ داكن وكريه، مُتعب. ردت عليه. «لن تتأدب، لن تفعل. أنتَ مجرد رجل فاسق تورطت معه! أنت السبب لما حدث لابنتك قبلا، ولكنك تعاود تكرار نفس المسار!» وسرعان ما أسندت رأسها على كفها بتعب لتلتقط بعض أنفاسها، رغم أن الكلام خانق والسكوت قاتل.

رفع إحدى حاجبيه كرد فِعل على كلمة فاسق وسرعان ما أطلق زمجرة غاضبة واقترب منها كالثور الهائج. مد إصبعه نحوها وأشار بتهديد صريح وعنيف. «عليكِ أن تمسكِ لسانك السليط ذاك حتى لا أقوم بقطعه لك، وتوقفي عن التهرب من ذنوبك لتلقيها علي.» تنثر بعض البصاق مع كلامه المنفعل لذلك أعاد يده للخلف ماسحا على فمه ولا يزال يراقبها دون رمشٍ.

مدت يديها معاً للأمام ودفعته من صدره بعيداً عنها، ثم صرخت. «وجهك يقززني، لا تقترب مني! لا أصدق أنك تترك أي شخص يشاركك سريرك!»

«قذر!» بصقت في وجهه تلك الكلمة وعلى وجهها علامات التقزز الشديد.

رص على أسنانه بقوة ما إن رأى تلك التعابير التي يكرهها لذلك لم يتمالك نفسه أكثر ووجه لها صفعة قوية جعلتها ترتمي أرضاً.

بدأت ترتعش كالأرنب الخائف ما إن رأته يقف منتصباً عندها ولكن هذا لم يمنع ارتفاع صوت بكائها الهستيري. «سوف أقاضيك! لن أهتم لشيء بعد الآن أيه..»

انقطعت جميع الأصوات بعد أن صدى صوت ضرب الباب. أخذت تلك الصغيرة في الركض حافيةً على الأرض الرطبة، لم تهتم للبرد، لم تهتم لأي شيء. حاولت التركيز على طريقها الذي كان مشوشاً بسبب الدموع التي تغطي عينيها.

لم تعلم ما الذي عليها فعله، باتت تتساءل عن سبب بقاء هذه الأصوات القبيحة داخل رأسها رغم أنها فرت منهما. خائن، تخون، خان، خيانة، وخيانات. أصبحت تهاب كل شيء له علاقة بهذه الكلمات لأن حياتها تحولت إلى جحيم فعلي بسببها.

سرعان ما تعبت لذلك توقفت قليلاً. نظرت إلى أناملها المرتعشة بتوتر شديد ولم تفهم حالتها هذه. هل هو البرد؟ أم أنه الخوف؟ كل شيء مختلط يجعل جسمها يرتعش ويسخن أكثر، وصلت لحدودها فلوت شفتها السفلى قليلاً ثم انفجرت باكية مجدداً ولكن بصوتٍ أعلى.

كاراميل Where stories live. Discover now