٣٠ | الفتاة الرمادية |

4.7K 704 800
                                    



«سوف نذهب الآن ونحن نتحمل مسؤولية كل ما فعله التوأمين، شكرا على الرأفة بهما.»

وهكذا صدر صوت إغلاق الباب مما قل عدد الأشخاص بعد رحيل هايلي وكايلي رفقة والديهما. بينما أنا لا أزال مغمضة عيناي لربما لأكثر من عشرين دقيقة، أتمنى خلالها لو أن لي قدرة حبس أنفاسي والموت مختنقة على استنشاق رائحة الكرز التي تفوح منها بجانبي. لقد مضى وقت طويل على جلوسنا جنبا إلى جنب وتنفسنا نفس الهواء تحت نفس السقف وفي نفس الغرفة، أو نقول في نفس المكتب؟

بعد ذلك الصمت الثقيل في المكتب هي قد انفجرت كإنذار الحروب مجددا تسبب لي مغصا في معدتي. «أنا أعتذر! أرجوكم سامحوني، لا أدري ما الذي أقوله.. أشعر بالعار الشديد على فشلي في عملية تربية هذه الفتاة رغم كل جهوداتي؛ تعلمون حالتها! أنا لا أُبرر ما كانت تفعله ولكن ابنتي غير مستقرة نفسيا وعقليا-.»

بكل تأكيد لا يوجد من لا يعرف صاحبة شلالات الدموع والكلمات المثيرة للشفقة بجانبي، فتحت عيناي المحمرتين أخيرا وغرست أظافر بكفي أكثر محاولة الوصول للعظم؛ كل ذلك الألم يعتبر لا شيء بالمقارنة لما أتعرض له من تعذيبٍ الآن...

«سيدة لاكونا، نحن هنا مجتمعين حتى نناقش القضية ونخرج بحلٍ أخيرٍ ليس للبكاء وإثارة الشفقة والجلبة، فكما تعلمين أن ما عُرض سابقا في مسرح المدرسة وما حدث بين الطلاب ليس إلا مؤشرا لخطرٍ فعلي.» تحدثت إحدى النساء اللواتي يجلسن مقابلين لنا، وقد كن ينتمين إلى جمعية أولياء الطلبة.

انتبهت عدة مراتٍ أنهن يحكمن علي من الأعلى للأسفل، ثم من الأسفل للأعلى ورغم الملامح الجادة التي يرسمنها من تحت نظاراتهن الطبية كنت أعلم أنني كنت لأكون هالكة لا محال.

وجهت المرأة السمراء نظرة لينة ناحية آورورا التي تنتحب بالقرب، ومجددا نحن نعلم من هو الفائز بهذه القضية قبل أن نغوص أكثر.

«وأنا أيضا أعتذر، لم أدري ما الذي يجري خلف الكواليس ووضعت ضغطا هائلا على ابنتي لدرجة لم أنتبه لانهيار نفسيتها...» تحدث المدير بخفوتٍ وهو يلعب بأصابعه المحشورة في حجره، ويخفض بصره للأسفل راغبا في الاختفاء من على وجه الأرض.

«لقد قمت بما عليك لآخر لحظةٍ، نحن نحترم ذلك.» آه، صحيح.. أقصد المدير السابق لثانوية ميرا كوستا.

حمحمت المرأة الصهباء منهن ورفعت نظاراتها عاليا توجه نظرة متفحصة لأربعتنا وتقول. «حسنا بعد محاورتنا مع التوأمين والفصل في مسألتهما بشكلٍ جزئي سوف نعود للأساس، نحن هنا نواجه مسألة تشويه سمعة الثانوية كونها تحوي مراهقة منحرفة سلوكيا وصلت تصرفاتها المتلاعبة نفسيا بغيرها إلى درجة متطرفة أقرب للاغتيال. رغم محاولتنا للتحري حول هذه المسألة لم نحصل على الكثير من التفاصيل إلا أن الطالب الذي قام بالاعتداء وقتها دخل لمنشأة إعادة التربية ثم انتقل لمكانٍ آخر مجهول، مما يعني أنها قضية قد فُتحت وانتهت بنفس السرعة.»

كاراميل Where stories live. Discover now