٢١ | انتشال الكيوبيد |

8.7K 1K 714
                                    

يدها مسحت على شعري ببطء، كنت أشعر بوجودها بالقرب.. أظن أنها الكيان الوحيد الذي يمتلك وجودا حقيقيا بين كل هلاوسي وأحلامي، ولكن ليست قريبة كفاية لتنتشلني من الدوامات التي أدور فيها حاليا.

ليس لي وصف لما يدور حولي ولكن، أشعر أنني مخدرة، أشعر بكوني واقعة في مستوى يتخبط بين الخيال والواقع. مقتطفات من حياتي تعود ثم تختفي. أجد نفسي تارة طفلة تدور بسعادة داخل غرفة الرقص بفرنسا، ثم فجأة في نيويورك ألعب بألعابي داخل غرفتي.

أحسنتِ آمور.. صوت إيانا يمدحني ثم يتداخل مع صوت إيليت. «عليكِ أن تستيقظي آمور!»

لما علي أن أستيقظ؟ لما علي أن أصحوا؟
الواقع ينخر العظام ويهشمها، الواقع مؤلم ولا يليق بأمثالي.
أنا هشة، لذلك علي أن أغرق في عالم الأحلام.
تمر الأيام، تمر ويزداد شعوري بالأرض تبتلعني.
لم أعد مدفونة تحت ستة أقدام إنما لربما ألفي قدما...
الشعور جميل، الاستسلام مريح..
أراه يقف قربي يمد يده لي، يخبرني أن معه سيكون كل شيء بخير.

«عليك أن تستيقظي آمور، أرجوكِ.. عليك التمسك بحياتك كاراميل.»

اهتز جسدي بذعر على وقع ذلك الاسم، لا أريد سماعه ولا حتى مواجهته.
لا أرغب في الغرق ضمن الألوان الحمراء، لا أرغب في التعرض للتعنيف.
ل-لا أرغب في الشعور بالحقد مجددا، لا أرغب في إيذاء غيري أو التعرض للأذية.

أشعر أنني هكذا لا أكره ماما، أو حتى بابا..
كلهم بعيدون عني، هذه المساحة بيني وبينهم تزداد ومعها راحة سرمدية.

«آمور عليكِ أن تستيقظي.» جفلت، جفلت بقوة هذه المرة. أفتح عيناي أنظر برعب حولي.. أراه يقف مجددا عند حافة السرير كما ضحك علي آخر مرة. نظراته النارية موجهة نحوي، كان يضغط علي يخنقني.

«أرجوك، أتركني! أرجوك.» توسلت هامسةً، ولكنه اقترب.. تحرك نحوي ورفع يده معها.. دفعني للصراخ عاليا. «لا تضربني! لا تضربني!»

«آوغان توقف، هذا يكفي لحد الآن.» دخلت إيليت بيننا تمنعه من الاقتراب وتجعله يبتعد عني ويضحك علي ساخرا، ولم أهتم لرد فعله، استرخيت وشعرت بتثاقل كبير متمركز على جفوني.

كاراميل Where stories live. Discover now