٢٢ | الدفء والخوف |

11.5K 1K 619
                                    



٢٠١٧/١٢/١٨
المستشفى الرئيسي لمقاطعة مانهاتن.
٠٧:٠٠ مساءً.

تنهدت بخفة أغلق أحد المقاطع التي استمريت في مشاهدته خلال هذا الأسبوع، الأسبوع الأخير من تواجدي في المستشفى، أو لنقل أنها الليلة الأخيرة لي هنا وأنتظر انتهاء المباراة التي تدور في الثانوية خلال هذه الأثناء لأرى ما الذي سيحدث.. أترقب في صمتِ ممزوج بخمول عجيب، أشعر أن الخدر يأكلني مع الوقت بسبب هدوء هذه الأيام وقلة زواري، لم أصارح إيليت بما أفكر به ولكنني لا أزال أشعر بالأيادي متموضعة على كتفيّ وهي ترغب في سحبي مجددا للسرير للعودة إلى غفوتي الأبدية.

نظرت إلى يدي اليمنى بضجرٍ وتعب، غدا تبدأ إجازة الكريسماس وبهذا وصلت إلى ستة أسابيع مع هذا الكسر، وكم أتمنى ألا يستمر الوقت أكثر من هذا لأن صبري ينفذ وأشعر بالحكة رغم تناولي للدواء وكذلك القرف من جسمي المتسخ. نتائج الفحوصات ستظهر وسيتبين ما إن كنت سأزيل الجبيرة أو علي الانتظار أكثر.

«إذا، هل أنتِ مستعدة للخروج الليلة آمور؟» خاطبني صوت إيليت فجأةً جاعلا مني أرمي كل أفكاري خلف ظهري وأنظر نحوها وهي تتجه ناحيتي بعد دخولها. تسلل الريب إلى مشاعري ما إن نظرت إلى كفها الملون بالأحمر، لم أشعر حتى بنفسي وأنا أقف وأتراجع للخلف بتخوفٍ.

«ما هذا إيليت؟ ما الذي تفعلينه!» تمتمت بحذر غريزي وتراجعت للخلف أكثر لكنها لم تتوقف حتى حشرتني في الزاوية وجعلتني أنظر مباشرة لكفها الملطخ بالدماء. لهثت خائفة وبدأت في الارتجاف لوحدي، أغمضت عيناي بقوة أحاول تجنب فكرة أنها توجه هذا اللون الفاقع واللامع لوجهي مباشرة، السائل بدا طازجا.. ما! ما الذي...«من أين جلبتِ هذه الدماء!» صحت هلعة.

«هيا افتحي عيناكِ آمور، لقد قضينا وقتا طويلا في تخيل مواقف دموية، ثم عملنا على مشاهدة صور ومقاطع إصابات لدرجة إعتيادك عليها، الآن وقت المواجهة الحقيقية للدماء، يجب أن تتخلصي من هذا الرهاب المتعلق بوهم وفاة ديلان.. كونك تخطيتِ فكرة عدم موته بشكل ناجح يعني أنه لا فائدة من استمرارك في الغرق ضمن رهاب الدماء؛ لقد ناقشنا الأمر.»

أجل ناقشناه، شاهدت الكثير من الصور والمقاطع المرئية؛ تخيلت وتخيلت ديلان بدمائه عندما كان صغيرا حتى اعتدت على المشهد، ولكن.. ولكن هذا لا يعني أنني شجاعة كفاية لمواجهة دماء حقيقية، هذا ليس عصير عنب أحمر حتى! اللون حقيقي جدا.

«آمور عليك فعلها والنظر!» تحدثت إيليت بجدية، جاعلة مني آخذ نفسا مرتعشاً وأمرر يدي اليسرى على جبهتي المتعرقة ثم أفتح عينيّ ببطء، أراقب الكف الدموي الموجه إلى وجهي مرتعبة، أسمع أصوات صراخي يتردد داخل أذنيّ.

كاراميل Tempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang