٤٨ | فوز ماريوس، خسارة آرثر |

3.7K 497 688
                                    

مقاطعة مانهاتن، الطريق نحو ثانوية ريدوندو يونيون.
٢٠١٨/٠٢/٢٦
٠٦:١٠ صباحًا من يوم الاثنين.

«قدمه إلى جوليا!» قُمتُ برمي جهاز الفلاش الذي يحتوي على تصميم الرقصة نحو آرثر حتى يقدمه إلى راقصته الجديدة المؤقتة وسرعان ما حشرتُ رأسي بين كفي من الجانبين وضغطتُ أصابعي بقوة كأنني سوف أخترق جلدي قريبا، لا يكفي أن يدي تؤلم بسبب تجربتي الأولى للكم أحدهم، بينما هو...

إنه لا يستسلم.
إنه لا يستوعب.

إنه لا-«أرجوك!» خرج صوتي ضعيفًا ولا طاقة لي للجدال أكثر من هذا، إن الحافلة فارغةٌ كليا وهو ملتصقٌ بِي حاشرًا إياي في مساحة ضيقةٍ مستمرًا في النظر نحوي كالمختلين مع ابتسامة المهرجين تلك.

«كفى تذمرا كيوبيدو لأن ما يحدث حاليا بسببكِ، ما الذي يجعلنا مستيقظين على السادسة صباحا وركوب هذه الباص القذر وحدنا وقريبا سوف نحتكُ بالمزيد من الجرذان بينما كنا سنذهب إلى الثانوية على السابعة مرتاحين بعد تناول فطورٍ فرنسي لذيذ!» استمر آرثر في الثرثرة حول مغريات الحياة رفقته ولكن كان علي تجاهله أكثر لذلك أخرجتُ هاتفي من الحقيبة وسرعان ما قمتُ بتوصيل السماعات وقبل أن أختار أغنية عشوائية تذكرت ذلك المقطع الذي سمعتُه من عند ديلان.

كان عليّ إيجاد تلك الأغنية والاستماع إلى ذوقه لأن كلمات الأغاني تكشفُ الكثير عن تفاصيل أصحابها، وإن كان هو يُجيد التخفي ويُفضل الصمت سأبحث عن وسائل خبيثة لتعريةِ كل ما يخفيه عني.

على كل حالٍ الطريق للثانوية سوف يكون طويلاً لأنني في المنطقة الأبعد بالمقارنة مع أي طالب هناك، لذلك فتحت تطبيق جوجل ودونتُ جملتين من تلك الليلة حتى أعرف اسمها وأستمع لها كاملةً

«ناوليني جهةً كيوبيدو!» خطف مني آرثر جهةً من سماعتي ولكن استمريت في تجاهله، سرعان ما أرخى رأسه على كتفي فلامسنِي شعره المتهيج من كثرة حركته خلال الدقائق السابقة، هو يمتلك آخر إصدارٍ من السماعات اللاسلكية ويعبث بسماعاتي البسيطة.

رميتُ نظرة خاطفة نحو أنفه الذي يطل من تحت كومة الشعر تلكَ لأرى لونًا قرمزيًا بارزا، من المفترض أن خطتي في لكمه تتضمن ظهور حارسه الشخصي الذي اعتاد أخذه بعيدا ما إن يتعرض وجهه الوسيم للضرر كما أن والدته قد هددته بإعادته إلى فرنسا لو ضُربَ مجددا ولكنه لا يهتم.

لما قد أهتمُ أيضا؟ أدرتُ وجهي نحو النافذة وراقبتُ انقشاع الظلام حولنا تدريجيا إلى نور الشروق.

انتظرتُ قليلا قبل بدء الأغنية. «آوه!» يا له من لحنٍ، بإيقاع هادئ من القيتار الذي يخلق الحميمة، كما أنه يجعلك تنسابُ معه حتى تصل إلى الكلمات التي يُغنيها صوتٌ عذبٌ. «سأتخلى عن الأبدية في سبيل ملامستكِ كوني أُدركُ شعوركِ بي بشكلٍ ما، لأنكِ أقرب شيء للجنة التي لن أدخلها لذلك لا أريد العودة للمنزل الآن؛ فكل ما أتذوقه هو لحظاتنا وكل ما أتنفسه هو حياتكِ ولأنَ عاجلا أم آجلا سوف ينتهي كل شيء أنا لا أريد أن أفتقدكِ هذه الليلة.»

كاراميل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن