٥ | آل أصفر خوس |

15.8K 1.2K 1.1K
                                    

«منزل آل خوس.» قلت بسخرية بينما أستمر في التمعن في ذلك المنزل ذو اللمسة اللطيفة في الحي الغريب علي. حيوي بوروده المعتني بها جيداً ومميز بتفاصيله الصغيرة كالحجارة الملونة التي تزين الممر الذي يقود للباب الأمامي الملون بالأبيض وحوله الرخام.. أظن أن المنازل تعكس أصحابها، وهذا ينطبق على منزلنا الملل والكئيب بألوانه الداكنة.

تنهدت بتعب في الأخير لأن الجميع نائم يوم السبت، على عكسي أستيقظ مبكراً حتى يقوم ذلك الدودة بالمذاكرة لي. كان لطيفا منه فعل ذلك، ولكن أنا بالنهاية سأجعله يكتب لي ما فاتني لأنه من المستحيل أن أرهق نفسي بكل تلك الدروس الفائتة.

سريعا ما فتح الباب لي، لكنني لم أنظر نحو وجهه إنما نحو سرواله القطني أصفر اللون. ما مشكلته مع هذا اللون؟ هذا قبيح جدا ويؤذي عيناي.

«آمور.» نطق بصوتٍ خافت وقد جعلني أرفع بصري نحوه وأعطيه تعبيراً مستغرباً من ذلك السروال، لكن ابتسمت له وأخفيت تلك الملامح التي قد تسبب له عقدة للأبد.

«صباح الخير.» قلت بلطف بينما أدخل وأبدأ في مسح المكان بنظرة خاطفة فقط. هادئ، وجميل تمامًا كما يبدو من الخارج.

شعرت به يسر بجانبي في ذلك الرواق وسرعان ما بدأ في التحدث. «لقد جهزت كل شيء في غرفة المعيشة، سندرس هناك طيلة اليوم، وإن لم يكفِ يجب أن تأتي غداً أيضاً لأنه يجيب أن يكون لك نظرة شاملة لما فاتك خلال الأسبوعين.»

مهلا هل قال غرفة المعيشة؟ لما لا ندرس في غرفته؟

«حسنا.» قلت بخفوت بينما أجلس على السجاد المصنوع من الفرو بالأرض ووضعت حقيبتي بجانبي، لكن ما إن رفعت رأسي نحوه حتى وجدته ينظر نحوي باستغراب.

«ماذا؟»

«لما لا نجلس على الطاولة الكبيرة؟ هل ستكونين بخير على الأرض؟ فالطاولة التي بجانبك قصيرة نوعاً ما وقد لا تكوني جالسة بشكل جيد.»

الآن علمت أنني لست الوحيدة المهووسة بالتفاصيل، لكنه يبدو شديد الحرص وكأنه يتعامل مع زجاجة وليس إنسان عادي.

«لا بأس ديلان.» قلت بضجر لأنني وبالنهاية سأرغمه على الجلوس بجانبي وبمسافة قريبة، يظن أنه سيهرب لو جلسنا على الكراسي بمسافة أمان. لا صغيري، أنت لن تفر مني بسهولة.

أطلق تنهيدة صغيرة ثم حمل بعض الكتب والكراسات من الطاولة الكبيرة وجاء بجانبي. بعد أن جلس وأسند ظهره خلف الكنبة التي وراءنا سحب الطاولة الصغيرة حتى يجعل وضعيتها مناسبة للدراسة. حمل بعض الأوراق ثم نظر نحوي بجدية بينما عدل نظراته.

كاراميل Where stories live. Discover now