٢٨ | ليلة الخطايا والاعترافات |

5K 557 142
                                    


«ما الذي تفعلينه هنا؟»

وقفت مكاني مستغربةً من سؤال ديلان سأله قبلا، والذي تدارك ما الذي قاله فقام بالمسح على وجهه عدة مراتٍ ويصحح كلامه. «أقصد لماذا كنتِ مختفية؟ أين كنتِ.» اقترب مني مجددا رغم أننا فصلنا العناق قبل ثوانٍ فقط وهو يكرر نفس الأسئلة السابقة التي طرحها عند الباب.

لاحظت امتلاكه هالات سيئة الشكل مثل الخاصة بي.

مد يده ناحية وجهي يمسح ببطء كل منطقة مبتلة من الدموع، رغم أنه من الواضح قلق لكنه بدا غير واعٍ ولا يزال النعاس مسيطرا عليه. قربني نحوه أكثر وأرخى رأسه على كتفي بينما يضمني له، قيدتني من خلال ذراعيه وبدأ بتمرير يديه على طول ظهري صعودا ونزولا ثم يكور قبضتيه على السترة الجلدية السوداء، تمكنت من سماع تمتمة ما تخرج منه ولكنها غير واضحة.

«آمور...» نطق اسمي بنبرة خشنة قليلا، ولا يزال دائخا بعض الشيء ولا أدري لو كان هذا جيدا لي أم لا. لا أظنه قد ركز مع كلماتي المبعثرة بالخارج وبكل تأكيد لم يلمح ذلك الاعتراف الآثم الذي كان سيخرج من فمي.

«ر.رائحتكِ!» تمتم مجددا وبسرعة خاطفة ارتفعت يده نحو رأسي من الخلف ويقبض على شعري بالقليل من القوة من أجل سحبه للخلف. ماذا، هل رائحتي نتنة لهذه الدرجة؟ أعني أنني ل-. «لماذا عليك رائحة رجالية قوية هكذا؟» رفع رأسه يراقبني بحدة وتركيز، لقد استعاد وعيه لغدو شبيها بالمفترسين عبر هذه النظرات الحادة القاتلة.

ل-لم أتوقع هذا.

«إنها سترة آرثر، لا تسبح في خيالك بعيدا، لقد رأيته بالخلف عندما فتحت الباب لي وذكرت اسمه.» رديت عليه وأنا أمد يداي ناحيتة صدره حتى ألمس قميصه القطني الداكن، إلا أنه أوقفني بيده يثبت عينيه على مستوى أنفي ويبدو مشوشا.. لابد أنه انتبه للونه الداكن قليلا كونه لم يشفى بعد من آثار الضربة.

فجأة أفلتني ودفعني بعيدا، تراجع للخلف وهو لا يزال يرمقني بحدةٍ، وسرعان ما تحرك في الرواق الصغير الذي يقود لغرفة المعيشة. ما كان مني إلا نزع حذائي ولحاقه حتى أفهم ما خطبه، وقد وجدته على وشك الجلوس فوق الأريكة.

وقفت مقابلة له، وهو لم ينظر لي بل أرجع رأسه للخلف مستندا برقبته عليها وعلق بصره على الحائط، لم أفهم ما خطبه لأنه كان قلقا علي قبل لحظاتٍ والآن مزاجه يتغير كليا لدرجة أنه يبدو مريبا ويسبب تصاعدا طفيفا لدقات قلبي.

«برري.» همس، ببعض الحِدة.

م.ماذا؟ ما الذ-. «برري موقفكِ، اختفاء لأسبوعين ثم ظهور عجيب بالثانية صباحا رفقة شخص حذرتكِ من تركه يتجاوز مساحته رفقتك، وفوق هذا أنتِ غارقة برائحته.»

«دي-» لم يترك لي ثانية واحدة للكلام كونه هتف بحدة وهو ينظر ناحيتي هذه المرة. «وما شكلكِ هذا بالضبط؟ ملابسك خفيفة وشعرك منفوش، وأنفكِ مزرق. هل أنتِ متورطة في قتال شوارعٍ غير قانوني دون علمي آمور؟»

كاراميل Where stories live. Discover now